محطات ومواقع الشعوذة والتجهيل استلاب العقول وتدمير المجتمع (original) (raw)


يهدف هذا البحث إلى بيان أهمية التداول الاجتماعي للقرآن من أجل استعادة الوظيف الأصيلة للقرآن التي أنزل من أجلها، حيث يمكننا من خلال الاتجاه الاجتماعي الهدائي للتفسير تفعيل هذه الوظيفة للعودة بالقرآن إلى الحياة على المستوى الفردي وعلى المستوى الاجتماعي، وتعد في هذا السياق تجربة عبد الحميد بن باديس تجربة رائدة استلهم من خلالها القرآن وقدمه للتمثل والاقتداء والتداول في إطار رؤية إصلاحية واقعية، استثمر فيها حركية القرآن وقدرته على مسايرة الأزمنة وتلبية احتياجاتها كما مواجهة تحدياتها، شرط أن تجد الإنسان الذي يتمكن من امتلاك القدرة على التدبر الهدائي والقدرة على تنزيل الآيات على الواقع.

يفترض البحث إنّ التقية لها علاقة بالقضية الإنسانية, من ناحية حفظ كرامتها التي وهبها إياها الله سبحانه وتعالى من جهة, وديمومة ذلك لمستقبل الإنسانية من جهة أخرى. وسيهدف البحث إلى التحقق من الفرضية التي قدمها, مستعينا بمفهوم التقية وتاريخها ومفهوم التنمية البشرية لأنها اقرب مفهوم للقضية الإنسانية وديمومتها.

المقدّمة: الحمد له ربّ العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمّد (صلى الله عليه وسلّم) وعلى آله وصحبه أجمعين. أمّا بعد... فإنّ ظاهرة الانتحال شغلت مكانة كبيرة في النحو العربيّ، إذْ كثُرت الشواهد المصنوعة والمجهولة القائل في الكتب النحويّة، والشواهد المصنوعة هي التي يضعها صاحبها ويقول إنّه ممّا قالته العرب وأصبحت هذه الشواهد تشكّل ظاهرة خطيرة في الشعر العربيّ حتّى تخلّل ذلك الشواهد النحويّة وليس النحويّة فحسب بل الشواهد اللغويّة أيضاً، وإنّ هذه الشواهد التي يضعها الرواة أو بعض الشعراء يخدعون بها العلماء ويكذبونها عليهم ويقولون إنّ هذا ممّا قالته العرب وقد قيل إنّ هذه الشواهد لا يتجاوز عددها الخمسين شاهداً وسأتكلّم عن هذا الموضوع في هذا البحث إنْ شاء الله تعالى