صناعة العمران الإسلامي المعاصر تأصيل أم استهلاكية رأسمالية (original) (raw)

صناعة العمران الإسلامي المعاصر تأصيل أم استهلاكية رأسمالية

The First International Conference for Urban Heritage in the Islamic Countries. Riyadh., 2010

Abstract

لقد جذبت المدن الإسلامية بما تمتلكه من أشكال وحلولٍ فذة (مناخياً واقتصادياً واجتماعياً وعمرانياً ...) اهتمام الباحثين والمعماريين والمخططين وبخاصة منذ ظهور حركة ما بعد الحداثة في السبعينات من القرن العشرين كردة فعل لما آلت إليه الحداثة من قطيعة مع التراث، فظهرت توجهات فكرية ومهنية معمارية وحضرية عديدة كالإقليمية (Regionalism) والتأريخية (Historicism) وحركة التقليدية الجديدة (Neo-traditionalism) التي تدعو إلى إحياء روح المكان والجماعة وتحقيق الهوية من خلال إعادة الإرتباط بالماضي والمحيط، ومن ذلك توجهات تأصيل العمارة المعاصرة (الإسلامية) أو إحياء التراث العمراني الإسلامي. فكان من بحث عن الأصالة المنشودة في الأشكال وعناصر العمران متخداً من علوم اللغة والمدلولات أو السيميائية (Semiology) مرجعية، أو بحث عنها في النسيج العمراني أو ما يدعى اليوم بالتخطيط الحضري، كما في حركة “التحضر الجديد” (New Urbanism) التي تهدف إلى إعادة صياغة المناطق والتجمعات السكنية الحضرية بأسس ما بعد حداثية مشتقة من المدن التقليدية. فكان الاقتباس من الأشكال والحلول لإنتاج الأصالة، وهذا ولد حالة من الازدواجية في البيئة العمرانية المعاصرة بين ما هو موروث من الإسلام وبين ما هو مكتسب من الغرب والرأسمالية. وقد أدت هذه الازدواجية إلى حالة من التناقض الداخلي وعدم الاستقرار أو ما يعرف اليوم بالأزمة في العمران. إن ما يحاول هذا البحث طرحه هو أن للعمران الإسلامي بِنى (Structures) وآليات إنتاج ترتكز على الشريعة الإسلامية رفدت أصالته، وللعمران المعاصر بِنى وآليات إنتاج منبثقة عن النظام الرأسمالي بركائزه كمفهوم الدولة الحديثة والمهنية، وشتان بين الإثنين. ويكمن هذا الاختلاف، كما يطرحه البحث، في آليات اتخاذ القرار في كلٍ من العمران الإسلامي والعمران الرأسمالي المعاصر. لذا سيحاول هذا البحث بالتركيز على تفاعل بنى العمران تبيان مواضع التناقض والقصور في عملية تأصيل العمران المعاصر. فما تحاول التوجهات التقليدية (ما بعد الحداثية) إنتاجه بإسقاط بِنى عمران على آخر إنما هو صناعة لعمران إسلامي معاصر بقالب رأسمالي يرتدي كساءً إسلامياً، فهي صناعة لأشكال “إسلامية” بآليات رأسمالية. بذلك فإن في هذا التأصيل تعزيزاً للرأسمالية ومجدداً لها، ليغدو بذلك التأصيل تغريباً لا أصالة.

Abeer Allahham hasn't uploaded this paper.

Let Abeer know you want this paper to be uploaded.

Ask for this paper to be uploaded.