الدكتور عقيل محفوض (Dr. Akil Mahfoud) | Damascus Universty (original) (raw)

Uploads

Papers by الدكتور عقيل محفوض (Dr. Akil Mahfoud)

Research paper thumbnail of الحدث الأفغاني قراءة في الدوافع والتداعيات والدروس عقيل سعيد محفوض

مركز البيان للدراسات, 2021

بالنسبة لمتابع سوري أو عراقي، فإن ما يحدث في أفغانستان، يبدو حدثاً عادياً، مقارنة بهول ما شهده، و... more بالنسبة لمتابع سوري أو عراقي، فإن ما يحدث في أفغانستان، يبدو حدثاً عادياً، مقارنة بهول ما شهده، وهول ما هو فيه، وقد لا يوجد ما يدهشه في هذا العالم. لكن الوضع مختلف نسبياً أمام الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وسيطرة طالبان على البلاد، ذلك أن الولايات المتحدة موجودة في سورية والعراق أيضاً، وثمة من يتدبر سبل إخراجها منهما، وبالطبع ثمة من يريد لها البقاء فيهما، وهذا ينسحب على الأفغان أيضاً، فهم موجودون –بكيفية أو أخرى- على جانبي الحرب في سورية وإلى حد ما العراق. كما أن أشباه طالبان، مثل «داعش» و»جبهة النصرة» وغيرها، موجودون في العراق وسورية، ويمثلون خطراً يهدد البلدين والإقليم.
ومن ثم فإن الحدث الأفغاني، على اختلاف التقديرات حوله، هو حدث يهم فواعل الفكر والسياسة، والشبكات والتنظيمات الجهادية، وبالطبع الرأي العام في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وخاصة العراق وسورية؛ الأمر الذي يتطلب المزيد من التدقيق والتقصي في طبيعة ما يجري في أفغانستان، واتجاهات التأثير المحتملة لذلك في المنطقة، وتدبير الاثار والتداعيات، واستخلاص الدروس أو الإشارات والتنبيهات.

Research paper thumbnail of هل تصلح الفدرالية الفيدرالية في سورية سوريا مركز البيان كانون الثاني يناير 2022 عقيل سعيد محفوض

مركز البيان للداسات والتخطيط, 2022

ينظر السوريون، أو شريحة قد تكون كبيرة منهم، إلى الفدرالية، كما لو أنَّها «شأن الآخرين» حيال بلدهم... more ينظر السوريون، أو شريحة قد تكون كبيرة منهم، إلى الفدرالية، كما لو أنَّها «شأن الآخرين» حيال بلدهم، وجزء من «منظور دولي» للتعاطي مع الحدث السوريّ؛ ومن غير الواضح إلى أيِّ حدٍّ يقبلون-يرفضون الفكرة، ربما لانشغالهم عنها بأمور أكثر أولوية، تتمثل في تَدَبُّر الحرب، وتَدَبُّر سبل العيش.
لكن الفدرالية معروضة في فضاء الحدث السوري، وإنَّ ضعف الاهتمام بها، لا يعني استبعادها، بل لعله يعزِّز حضورها، ذلك أنَّ إكراهات الحرب تفتح باب الإمكان على أطروحات عديدة بشأن سورية، ومنها الفدرالية، التي قد تبدو «حالة وسطاً» مقارنة بأطروحات التقسيم، أو حتى استمرار الحرب، بكل المخاطر الناتجة عنها.
تنطلق الورقة من سؤال رئيس هو: هل تصلح الفدرالية لسورية؟ وما اشتراطات أو كيفيات النظر للفدرالية بشأن سورية؟ وهل يمكن تجاوز سؤال الفدرالية؟ وتخلص إلى أنَّ الفدرالية هي «تقنية سياسية» و»دستورية»، وليست «قانوناً للتطبيق» أو شرطاً تاماً أو كافياً لتحقيق الديمقراطية أو التنمية أو الأمن والاستقرار، ولها أنماط وتشكلات كثيرة، وغالباً ما يمكن «هندستها» و»صناعتها»، وأنَّ المهم لسورية، هو استعادة فكرة مجتمع ودولة سوريين، وهوية وطنية، ومواطنة، وتنمية، وتحول ديمقراطي، فإذا أمكن ذلك، لا يعود مهماً، أن يكون النظام الدستوري والسياسي فيها فدرالياً أم لا، إنَّما كيف يمكن ذلك؟
تتألف الورقة من مقدمة وتسعة محاور: أولاً- الرؤية والمقاربة، ثانياً- ما الفدرالية؟ ثالثاً- الأطر المرجعية، رابعاً- المثال والمنوال، خامساً- أطروحة الفدرالية بشأن سورية، سادساً- تَلَقِّي الفدرالية، سابعاً- مَن يريد الفدرالية؟ ثامناً- الفدرالية: حل أم مشكلة؟ تاسعاً- في اشتراطات النظر للفدرالية، وأخيراً خاتمة.
أولاً- الرؤية والمقاربة
هل تمثل فكرة الفدرالية «نقطة ابتداء» أو «شرطاً» في سياسات الحل أو التسوية في سورية، بمعنى هل «يُهيَّئ» الحدث السوري لقبولها، بوصفها «كلمة السر» في الحل أو التسوية، أم هل يكون العكس، أي: التفكير أولاً أو قَبْلاً في أيِّ دولة تكون سورية ما بعد الحرب، ومن ثم يمكن النظر تالياً في طبيعة النظام الدستوري المناسب؟
أيّ «قابلية» داخلية أو محلية في سورية لقيام الفدرالية؟ وما موقع فكرة الفدرالية في الفضاء الداخلي أو الإقليمي، والسؤال الأهم هو: هل تصلح الفدرالية لسورية، وكيف يمكن النظر إلى الفدرالية في إطار الحرب وتداخلاتها ورهاناتها، وأي اشتراطات للتفكير فيها، وهل تمثل بالفعل أولوية أو شرطاً في إطار الحدث السوري، أم أنَّ ثمة أولويات أو مقاربات أخرى؟
تواجه فكرة «بناء الدول»، وخاصة في مرحلة ما بعد الحرب، وخاصة إذا كانت من نمط الحرب السورية، إشكالية على قدر كبير من الأهمية، وتتمثل بوجود تحديات مركبة، في مستويين رئيسين متعاكسين: الأول هو الحاجة لـ»توزيع القوة»، وأولوية التعدد والتنوع، والمناطق والجهات، والتكوينات الاجتماعية بوصفها شرطاً للحل أو التسوية، والثاني هو الحاجة لـ»تركيز القوة»، والتأكيد على أولوية التوحيد والإدماج، والهوية الوطنية، ومركزة السلطات والصلاحيات بوصفها شرطاً للمحافظة على المجتمع والدولة.

Research paper thumbnail of سورية وعقدها الجديد - عقيل سعيد محغوض

سورية وعقدها الجديد! عقيل سعيد محفوض 2 أيلول/سبتمبر 2020 كان عام 2000 حاسماً في تاريخ سورية،... more سورية وعقدها الجديد!
عقيل سعيد محفوض
2 أيلول/سبتمبر 2020
كان عام 2000 حاسماً في تاريخ سورية، لم يقل أحد كلمة "لا" واحدة ضد تولي الرئيس بشار الأسد أمر البلاد، حتى أشد الأطراف أو الفواعل خصومة أو عداوة له، لحظة استثنائية بالفعل.
لكن بعد عقد من السنين، أي بداية العام 2011، انقلب المشهد كلياً تقريباً، وحدث أن انفجرت سورية بمشكلاتها، وبمشكلات الآخرين ورهاناتهم فيها وحولها. وها هي تكمل عقد الانفجار والحرب، لتدخل -بعد عدة أشهر- عقداً ثالثاً لعل أهم سماته هو الغموض واللايقين.
قد تكون العودة إلى العام 2000، بظروفه البدئية والمخيالية، مفيدة في فهم وتحليل ما جرى في العقد التالي، فقد كشفت سورية نفسها أمام العالم، بأكثر وأسرع مما كان متوقعاً. أظهرت إلى أي حد يمكن لشريحة (قد تكون كبيرة) من الناس وبعض فواعل السياسة فيها أن يفكروا بالمستقبل، وبـ"دولة مركز" أو "ذات تطلعات مركزية" في الإقليم، دولة يمكن أن تواصل سياساتها حول العروبة والقومية العربية والإسلام والمسيحية، وسياسات الانفتاح على الداخل والخارج، وسياسات الهوية والتنمية على المستوى الوطني، وسياسات المقاومة-التسوية، والموازنة بين تحالفات وتجاذبات الإقليم المتناقضة الخ
يمكن بمقاربة معكوسة القول ان سقوف التوقعات ذهبت أبد من قدرة البلاد على الفعل، وانها كانت تأملية وربما بلاغية أكثر منها واقعية، واصطدمت بظروف وعوامل عطالة متزايدة القوة والتأثير، داخلية وخارجية، الأمر الذي "ضلل" أو "أعطب" إلى حد ما ديناميات التكيف واستشعار المخاطر، وهيأ البلاد، أو هيأ فيها أو لديها، قابلية للانفجار والحرب.
في العام 2011 انفجر العقد الاجتماعي، بعد أن أنسد أفقه المخيالي الذي أخذ السوريون –موالون ومعارضون- يشكلوه منذ العام 2000. وإذا أمكن العودة إلى قراءات وتقديرات السوريين خلال الفترة 2000-2010، وبيانات المثقفين وخطط التنمية، فسوف يخلص المتابع أو القارئ للقول: إلى ان سورية كانت تسير في خط تنمية تصاعدي، وخط توقعات أكثر تصاعداً. وان الخطين أخذا يفترقان بكيفية متزايدة.
لكن العقد الثاني 2010-2020 هو عقد الحرب، كما سبقت الإشارة، بكل أحوالها وأهوالها، وبكل الموت والدمار الذي حدث فيها، وكل الهجرات والنزوح، وكل الفقد والفقر والمعاناة التي يعانيها السوريون اليوم. المؤلم في كل ذلك هو شعور شريحة قد تكون كبيرة من السوريين بأن ليس ثمة في الأفق ما يشير إلى نهاية قريبة لما هم فيه.
وبما أننا نتحدث عن عقود سورية، تعالوا إلى الحقل الدلالي لكلمة "عقد". كلمة عقد تنطوي على معان ودلالات عديدة، فهي عشر سنوات من الأمل بالتحديث والإصلاح والتغيير. وعقد على دخول سورية الألفية الجديدة، وعقد على مؤتمر مدريد للسلام، بالأحرى عقد على بداهة أو يقين أن السلام مع إسرائيل هو أمر مستحيل أو يكاد.
وعقد، هو ميثاق بين الناس على أن يكونوا "مجتمعاً" باسم ومعنى ومبنى وهوية وبالطبع نظام سياسي ودولة، وهذا ما يطلق عليه دارسو الاجتماع والاجتماع السياسي والعلوم السياسية "العقد الاجتماعي". وهو ما نُدَرِسُه في الجامعات، ولكن بمعانيه الحديثة، وبما ينطوي عليه من دلالات التأسيس للسياسة والمجال العام والإرادة العامة وبناء الدولة الخ
وعقد، هو الاجتماع والانتظام والترابط والتعاضد والاندماج، وفي ذلك قول عن "التماسك الاجتماعي" مثلاً، وعن العلاقة بين فواعل الأمة الواحدة، وعن سورية التي تنتظم "عقداً واحداً".
وإلى ذلك، فإن كلمة عقد يمكن أن تحيل إلى "رهان" وتحدٍ" بين السوريين، وهذا من باب الأمل، بأن يتنافسوا في فعل كل شيء ممكن من أجل بلدهم، وأن يكون الفوز لمن أنجز أكثر. كما تحيل كلمة عقد إلى "شيء ما في الحي"، إلى افتتان وغواية، إلى نظر وتأمل؛ وقد كانت سورية –على الرغم من كل شيء- أكثر افتتاناً وجمالاً، ولو أنها اليوم 2020 لا تشبه نفسها عام 2010/2011 وهي بعيدة جداً عما كانت عليه في العام 2000.
حري بالسوريين وهم على اعتاب عقد جديد من القرن الواحد والعشرين، أن يتداعوا إلى "كلمة سواء" بينهم تكون بمثابة أساس لـ "عقد اجتماعي جديد" أيضاً، و"نشأة مستأنفة وخلق جديد" أيضاً وأيضاً، بتعبير ابن خلدون. وما ذلك على الله بعزيز.
https://www.5njoum.com/index.php/news/swryh-waqdha-aljdyd

Research paper thumbnail of اغتنام سورية عقيل سعيد محفوض

اغتنام سورية! عقيل سعيد محفوض 26 حزيران/يونيو 2020 قد يكون الحدث الأهم في الحرب السورية هو تحول ... more اغتنام سورية!
عقيل سعيد محفوض
26 حزيران/يونيو 2020
قد يكون الحدث الأهم في الحرب السورية هو تحول الخطاب وميزان الاستقطاب فيها من مقولات "ثورة" في مواجهة "نظام"، و"مجتمع" في مواجهة "دولة"، إلى قراءة الحدث بوصفه صراعاً على الرهانات والمصالح، واحتواء واحتواء متبادلاً بين عدد كبير من الفواعل في الداخل والخارج.
هذا من الأمور المستقرة تقريباً في تقديرات الحرب، وهو بقدر ما يوضح ما جرى منذ بداية الحرب، فإنه يجعل التفكير في المستقبل أو في سورية ما بعد الحرب أمراً بالغ التشابك والتعقيد، وربما أقرب للاستحالة!
حدثت في سوريا كلّ الأهوال الممكنة للحروب، دمار طال كل شيء في الظاهرة السورية اليوم. وكشفت التطورات أن جانباً كبيراً من الصراع المحتدم اليوم هدفه "اغتنام سورية" ككلّ، أو اغتنام الحصة الأكبر منها، أو ما أمكن من حصة.
ويمكن الحديث بعد عشر سنوات من الحرب عن "شرايين سورية المفتوحة"، بتعبير مستعار من عنوان كتاب للروائي إدواردو غاليانو يتحدث فيه عن "شرايين أمريكا اللاتينية المفتوحة"، كما يمكن الحديث عن حرب هي نوع من "التدمير الممنهج"، بتعبير مستعار من عنوان كتاب للإعلامي سامي كليب، عن الحرب السورية.
وهكذا، حولت الحربُ سوريةَ إلى بلد "لا داخل له" و"لا خارج"! حالة من الاستنزاف الدائم والمهول للموارد المادية والمعنوية، ولفكرة سورية، ولأفق سورية، وهذا ليس من باب الهدر أو الإهدار أو التدمير فحسب، وإنما من باب الغنيمة أو الاغتنام أيضاً!
وعندما يمثل "الصراعُ على سورية" منطلقاً للصراع على الإقليم، فهذا يعني أن "اغتنام سورية" هو شرط شارط لـ"اغتنام" الإقليم، بكل التداعيات أو المنعكسات القائمة والمحتملة لذلك على الصراع في العالم اليوم.
وقد أخذ منطق الاغتنام أو الغنيمة هذا يظهر بشكل متزايد في الحرب السورية، بل انه يكاد يظلل الحدث السوري ككل، وذلك على عدة مستويات:
 الحلفاء –الخصوم، وقد أصبحت سورية ساحة حرب أو جبهة مواجهة بين خطي صدع أو خطي استقطاب في السياسة الإقليمية والدولية، وخاصة روسيا والولايات المتحدة. والهدف هو "اغتنامها"، كما تتكرر الإشارة.
 بين الحلفاء أنفسهم، ولا يخفى حجم التوتر والمنافسة بين روسيا وإيران في ديناميات الحرب السورية. وهذا ما أخذ يلقي بظلال من الشك على "صلابة" و"استمرارية" التحالف المؤيد لسورية.
 بين الخصوم أنفسهم، وقد أخذت الصدوع والتوترات تباعد بين فواعل التحالف المعادي لدمشق، انظر مثلاً التوترات بين تركيا من جهة وبين السعودية والإمارات من جهة أخرى، وكذلك الأمر بالنسبة للتوتر بين عدد من دول الخليج العربية أو ما يعرف بالأزمة الخليجية بين السعودية والبحرين والإمارات من جهة وقطر من جهة ثانية.
 المعارضة، وحالة الاقتتال الدائمة بين تنظيماتها وعصائبها، في صراع محموم على "أغتنام" الموارد المادية والمعنوية في الداخل، والتدفقات من الخارج.
 الموالاة، بالاستناد إلى مؤشرات حول منافسات وتجاذبات متزايدة على الموارد وعلى جوانب من إدارة الشأن العام. وان الفساد المتجذر والمُعند في المجتمع والدولة يجعل من كل شيء تقريباً "غنيمة".
والآن، وبعد أن اقتربت العشرية الأولى للحرب من النهاية، تبدو سورية ساحة معارك متداخلة ومتوازية بين فواعل إقليمية ودولية عديدة، مثلما هو الحال بين فواعل داخلية أيضاً، ما يعني أن المعركة الأهم أمام السوريين الوطنيين، الذين قلبهم على البلد، هي معركة "اغتنام سورية"، إنما بمعنى مختلف، وأفضل "اغتنام" لسورية هو استعادة "روح المجتمع" و"روح الدولة" فيها،
وما أبعد الشقة!
https://www.5njoum.com/news/aghtnam-swryh

Research paper thumbnail of حيث يسقط الظل الولايات المتحدة إزاء الأزمة السورية عقيل سعيد محفوض

مركز دمشق للأبحاث وادراسات مداد, 2018

وَضَعَ التهديدُ بالاعتداءِ على سوريّة النظامَ العالميّ إزاء مخاطر غير مسبوقة، وإزاء اختبار نادر ب... more وَضَعَ التهديدُ بالاعتداءِ على سوريّة النظامَ العالميّ إزاء مخاطر غير مسبوقة، وإزاء اختبار نادر باندلاع حرب كبرى. غير أن خطوط الاتصال لمنع الصدام لم تتوقف، ثمة ديناميات متعاكسة تعمل على طول الخط بين رغبة بالحدِّ من طموحات وسياسات الأطراف المتصارعة والحرصِ على عدم الانزلاق إلى مواجهات قد تصل إلى حرب مباشرة ومفتوحة.
وجدت الولايات المتحدة أن الدَّولة السوريّة استعادت سلطتها على جزء كبير من جغرافيتها، أكثر وربما أسرع من اللازم، ومكنت روسيا وإيران، سياسياً واقتصادياً واستراتيجياً، في سورية ما بعد الحرب. وارتفع سقف المواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا في الأزمة السورية بصورة متزايدة، وأصبحت مؤشرات التنافر والصراع أكبر من مؤشرات التجاذب والتفاهم.
ورغم حرص روسيا وإيران وحتى الحكومة السورية، على تفادي الدخول في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، أو حتى محاولة استهداف أولوياتها شرق الفرات والمنطقة الجنوبية، إلا أن مدارك التهديد الأمريكية كانت –خلافاً للتوقعات– تزداد باطِّراد.
بدت مقولة الكيماوي من أهون الذرائع للتهديد ورفع سقف المطالب أو لاستخدام العنف في مواضع "مُناسِبَة" أو "آمنة". ولذا من المُرجَّح أن يتواصل استخدام الذريعة نفسها، طالما أنَّ سورية وحلفاءها لم يتدبروا حتى الآن السبل المناسبة لتفكيكها (الذريعة) أو احتواء إمكانية استخدامها.
أين الاعتداء من التورط الأمريكي في الأزمة السورية، ومن الصراع-التفاهم بين الولايات المتحدة وروسيا، وكذلك بين سورية وحلفائها من جهة، وبين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة ثانية، وما هو موقع فرنسا وبريطانيا وإسرائيل، ومواقفها من الاعتداء ومن ثَمَّ من الأزمة السورية ككل، وأي رهانات حكمت الاعتداء والتصدي له، وما هي الرسائل التي تم "تبادلها" يوم 14-4-2018.
تتألف هذه الورقة من مقدمة وثمانية محاور، أولاً: في فصول الاعتداء، "لازمة الكيماوي"؛ ثانياً: الولايات المتحدة، مدارك التهديد؛ ثالثاً: بين الرغبة والقدرة، ويتضمن حافة الحرب، وحافة السلم أو الحل؛ ورابعاً: الاعتداء؛ وخامساً: ماذا تريد الولايات المتحدة؟؛ وسادساً: ماذا حقق الاعتداء؟ ويتضمن الاقتصاد في الصراع أو احتواء الحرب، تهويل مقصود، ذيلية كبرى/ذيلية صغرى!، قوة حلف دمشق، روسيا، إيران وحزب الله، إسرائيل: بطاقة صفراء!؛ وسابعاً: مدارك دمشق، برداً وسلاماً؛ وثامناً: الإشارات والتنبيهات.

Research paper thumbnail of صدوع الجزيرة - في تحديات وتحولات المسألة الكردية في سورية00.pdf

تتناول الدراسة تحديات وتحولات المسألة الكردية في سورية، من خلال تحليل العلاقات بين دمشق و"كردها"،... more تتناول الدراسة تحديات وتحولات المسألة الكردية في سورية، من خلال تحليل العلاقات بين دمشق و"كردها"، والتساؤل عن طبيعة التجاذبات بينهما قبل الأزمة وخلالها، ولماذا تعرضت تلك العلاقات لأزمات وخَضّات متتالية، والبحث عن العوامل التي دعت الطرفين للتعاون خلال الأزمة، وتحديد دينامية التفاعل، ثم المفاضلة الكردية بين روسيا والولايات المتحدة، ولماذا مالت الفواعل الكردية للأخيرة، وهل إن الدافع وراء الأزمة هو بحث تلك الفواعل عن "جغرافيا مؤسسة"، وكيف أثّر منطق "الفرص السانحة – المخاطر الماثلة" في موقف الكرد من الحدث السوري؟
تتألف الدراسة من مقدمة وثمانية محاور، أولاً: حول الجزيرة، وثانياً: كرد سورية والأزمة، وثالثاً: لماذا دعمت دمشق الكرد (حزب الاتحاد الديمقراطي)؟ ورابعاً: المفاضلة الكردية، وخامساً: البحث عن "جغرافيا مؤسِّسة"؟ وسادساً: الإرادة الأمريكية، وسابعاً: "الفرص السانحة-المخاطر الماثلة"، وثامناً: الإشارات والتنبيهات، وأخيراً خاتمة.
تَخلُص الدراسة إلى أن التوافقات بين دمشق وكردها قامت على ما عدّته دمشق علاقة "ابتزاز" متزايدة، ووصلت -من جانب بعض الفواعل الكردية- إلى استنفاد المكاسب، خاصةً بعد انفتاح تلك الفواعل على روسيا والولايات المتحدة، وميلهم المتزايد للأخيرة، وأن هذه ربما دفعت تلك الفواعل للانقلاب على تفاهماتها مع دمشق، وإحداث تغيير أو فوضى في طبيعة المشهد "شرق الفرات"، وإحداث خضَّة في علاقة الكرد بروسيا.
وأنَّ الأسئلة التي لم تطرح كما يجب حتى الآن، هي: هل كان للقوات الكردية المعروفة بـ "وحدات حماية الشعب" أن تنجح في مواجهة "داعش"، من دون دعم الحكومة السورية؟ وهل تُواصِل دمشق تفاعلاتها مع الكرد، حتى وهم في طريقهم إلى واشنطن؟ وهل كانت روسيا وإيران ستقيمان علاقات مباشرة وقوية مع الفواعل الكردية لولا أن قبلت دمشق ذلك أو تفهّمَته، وربما شجّعت عليه؟
وأن من المهم لسورية أن تتمكن من "إجهاض" المساعي لتوظيف "الورقة الكردية" ضدها وضد كردها أنفسهم. خاصةً أن ثمة شكوكاً متزايدة في مدى ارتباط "حزب الاتحاد الديمقراطي" وفواعله الرئيسة بالولايات المتحدة (حليفة خصمهم الرئيس في تركيا) ومخاوف من تعزيز الصور والمدارك النمطية لدى شريحة من السوريين من أن الكرد هم تكوين انفصالي.
لعبت مدارك وتقديرات الكرد حول الأزمة السورية دوراً كبيراً في سياساتهم، ذلك أن الشعور بأن الأزمة قد تفضي إلى تقسيم سورية، ربما عزز من النزعة الجغرافية والكيانية لديهم، وإذا لم يحصل التقسيم، فإن اتساع نطاق السيطرة، يعطيهم ميزة أو وزناً نسبياً أكبر، في مفاوضات التسوية و"إعادة بناء" الدولة في سورية.
برزت جغرافيتان، الأولى لـ "التأسيس" وهي جغرافيا كردية أو ذات أكثرية كردية، تتمثل بمناطق "كانتونات" القامشلي، عفرين، عين العرب، والثانية لـ "التمكين" وهي جغرافيا سوريّة بقيادة كردية، وقد أعلن الكرد ضم مناطق "تل أبيض" لسيطرتهم، وأعلنوا مراراً أنهم سوف يضمون أي مناطق يسيطرون عليها إلى "الفدرالية".
لكن، تكمن المفارقة في أنَّ الولايات المتحدة التي دعمت القوات الكردية في الحسكة، هي نفسها التي دعمت هجوم الجيش التركي ضد القوات الكردية في جرابلس ومناطق مختلفة "غرب الفرات". وثمة مفارقة أخرى ذات صلة أيضاً، تستبين في فهم أنَّ القوات الكردية "أخرجت" تنظيم "داعش" من منبج تحت غطاء طيران التحالف، ثم جاء تدخل الجيش التركي إلى جرابلس تحت غطاء طيران التحالف نفسه.
تنطوي "الورقة الكردية" – من منظور دمشق – على مخاطر كثيرة، سبق أن تمت الإشارة إلى العديد منها، ولو أن الهاجس الرئيس يتمثل بأن تكون جزءاً مما يسمى الخطة (ب) أو (ج) إلخ.. لكن على المقلب الكردي هذه المرة، وتمهيداً لإقامة وجود عسكري أمريكي دائم "شرق الفرات"، مقابل الوجود الروسي "غرب الفرات"، ولن يكون سهلاً تغيير ذلك، إذ ستكون له تداعيات خطيرة على مستقبل البلد. وقد تريد الولايات المتحدة فعلاً المضي بالكرد بوصفهم "قوة بديلة" لمواجهة دمشق. وهذا احتمال لا تظهر الكثير من المؤشرات عليه، لكن ذلك لا يقلل من احتماليته.
تغيرت تقديرات الحدث السوري، وتغيرت معها تفاعلات وعلاقات مختلف الأطراف والفواعل، ولو أن العلاقات بين دمشق وكردها، أو بين الكرد ودمشق، بقيت على حالها، لكانت الاستثناء شبه الوحيد في الأزمة السورية. وكل علاقة مديدة ومعقدة، معرضة لاختلالات وصدوع، كبيرة كانت أم صغيرة، ولا يبدو أن العلاقة بين دمشق وكردها استثناء.

Research paper thumbnail of ضفدع نيتشه مقاربات معرفية في قراءة الأزمة السورية - عقيل سعيد محفوض.pdf

ملخص قراءة الحدث السوري هي قراءة الحرب. ويبدو أنَّ ثمة نوعاً من "النكوص" في ديناميات القراء... more ملخص
قراءة الحدث السوري هي قراءة الحرب. ويبدو أنَّ ثمة نوعاً من "النكوص" في ديناميات القراءة والتلقي للحدث، بالميل إلى التفسيرات السطحية والسببية البسيطة، والتفسيرات الميتافيزيقية، والخرافية، والإيديولوجيات النمطية!
تتمثل إشكالية القراءة هنا بمحاولتها العمل على المشهد السوري في مستويين: الأول، هو التمييز-ما أمكن، قُلْ: إن أمكن-بين الحدثِ من جهة، والمعرفةِ به أو التعبير عنه من جهة أخرى؛ والثاني، يتجلّى في عملية معكوسة، وتتمثل بـ "إعادة الارتباط" بين الحدث والتعبير عنه، أي بين الوقائع وارتداداتها من منظورٍ، ونتائجها السياسية والثقافية من منظورٍ آخر.
إذا كان الحدث السوري مُثقلاً بـ عناوين ومفردات واستعارات كثيرة، تصطف إلى هذا الجانب أو ذاك من الحرب، إلا أن ذلك يجب ألا يثنينا عن البداهة الأساسية الكامنة في القلب منه، وفي قلب أي صراع أو مواجهة سياسية، وهي القوة والمصلحة، أو بمعنى آخر المعنى والقوة. وهذا يتصل بالأطراف السورية وغير السورية.
تتألف الدراسة من مقدمة وثمانية محاور هي: أولاً: معنى القراءة، وثانياً: نقطة ارتكاز أرخميدية أو أركيولوجيا الحدث، وثالثاً: قراءة على قراءة، ورابعاً: التفكيك، وخامساً: الخلق بالملاحظة، وسادساً: السينما والقطار، وسابعاً: ضفدع نيتشه، وثامناً: عقبات باشلار (العقلانية التقريبية، العقلانية المحلية)، وتاسعاً: إفصاح الحدث. وأخيراً خاتمة.
تخلص الدراسة إلى أنَّ من أولى المهام والتحديات أمام قراءة معرفية وتفكيكية للحدث السوري، هي الانطلاق من مبدأ مقاومة الأقوال المتداولة، على حد تعبير بيير بورديو، والحفر عميقاً في طبقات الخطاب والسلوك حول الحدث، وتفكيك العقبات الرؤيوية والمعرفية/الإبستمولوجية، بما يساعد على تجاوز أو احتواء العقد والأوهام الأضاليل والرهانات المعقدة حول الحدث.
هذا يفسر حجم المخاطرة في قراءة أحداث من نمط الحدث السوري، ولماذا تُخفق الكتابات السياسية والاجتماعية وغيرها، في الكشف عن حقيقة ما يجري؛ بل التنبؤ بمساراتها المحتملة، ولو أن هذا التحدي يجب أن يمثل حافزاً إضافياً لتخليق أو اجتراح فضاءات عمل وأدوات تحليل ومقاربات فعالة، لأن وقت الأزمات الكبرى هو وقت طرح الأسئلة الكبرى، وفيه تبرز المحاولات والرهانات الكبرى أيضاً.

Research paper thumbnail of الثعلب والقنفذ الولايات المتحدة إزاء الأزمة السورية - عقيل سعيد محفوض.pdf

ملخص بين الثعلب والقنفذ ديناميات صراع مركبة، لدى أحدهما طرقٌ عديدة للاستهداف، فيما لدى الآ... more ملخص
بين الثعلب والقنفذ ديناميات صراع مركبة، لدى أحدهما طرقٌ عديدة للاستهداف، فيما لدى الآخر طريقة واحدة ناجعة، وهذا ما بدا أنه ينطبق على سياسة الولايات المتحدة إزاء الأزمة السورية، وخاصة بعد حادثة/ذريعة خان شيخون والاعتداء على قاعدة الشعيرات الجوية، ويزيد على ذلك أن الطرق العديدة مقيدة بإكراهات إقليمية ودولية تعوق عمله، فيما لدى صاحب الطريقة الوحيدة، عوامل تعزيز واحتواء تمارس تأثيراً نشطاً في مسارات الأمور.
اتسم الموقفُ الأمريكيُّ من الأزمةِ السوريّةِ، بكونه متعدّدَ المستويات والأنماط، وكان يتطور بالإضافة وليس بالإزاحة أو الإحلال. وقد رجَّحَ قرارُ الاعتداء على قاعدة الشعيرات الجوية (7 نيسان/أبريل 2017) والتداعيات التي أعقبته، التقديرات بأن الرئيس ترامب ربما بدأ جدياً وفعلياً بتبني خيارات تجنح نحو التطرف والعنف الفائق في التعاطي مع العديد من ملفات السياسة الدولية، بدءاً من الأزمة السورية.
تنطلق الدراسة من فكرة أنَّ حادثةَ الكيماويِّ في خان شيخون (4 نيسان/أبريل 2017) كانت نتيجة لقرار سابق باتخاذ إجراءات معادية لسورية وحلفائها، وليس العكس، وأن الولايات المتحدة ربما أرادت أن تستهدف سورية من أكثر النقاط ضعفاً (كعب أخيل) وكذلك من أكثر النقاط قوة (خيار الإسكندر)، وأنَّ لطبيعة النظام السياسي في الولايات المتحدة و"الدولة العميقة" والتحالفات والخصائص الشخصية للرئيس "ترامب" الخ، تأثيرات ذات شأن في الموقف الأمريكي من الأزمة السورية. وثمة إلى ذلك إكراهات كان لها تأثير في مسارات الأمور.
تُقارب الدراسة موضوعَها من خلال تشكيل منهجي أو معرفي مركب، يتضمن استعارات تفسيرية وتحليلية مختلفة، بقصد تفكيك دوافع القرار الأمريكي بالاستهداف المباشر لقاعدة الشعيرات الجوية، والمنطق العميق الذي صدر عنه ذلك القرار، والأنماط التكرارية في مدارك وسلوك الولايات المتحدة تجاه الأزمة السورية.
تحاول الدراسة منهجيّاً "تجريب" أو "اختبار" استعارات عديدة من الحكايات والأساطير الإغريقية كـ "الثعلب والقنفذ"، و"كعب أخيل"؛ ومن الألعاب كـ "الشطرنج"؛ ومن العلوم العسكرية مثل: "نقاط الاستهداف"، و"نقاط القوة"، و"نقاط الضعف"؛ ومن عالم الميديا والابستمولوجيا مثل: "الإدراك" و"الفهم" و"سوء التقدير" وتغيير الرؤية والمدارك المسبقة أو المدارك القصدية في اختلاق واقع افتراضي لا يلبث أن يصبح واقعاً مُتعيّناً" و"حقيقياً" أكثر من الواقع نفسه، وغيرها.
تتألف الدراسة من مقدمة وثمانية محاور، الأول في مقاربة الحدث، ويتضمن "تدبير الحدث"، و"الاستعارات القاتلة"، و"أنماطاً تكرارية"؛ والثاني: سورية والولايات المتحدة: العلاقة المستحيلة؛ والثالث: هيا نضرب كيماويّاً!؛ والرابع: عبء ترامب؛ والخامس: استهداف نقاط القوة-نقاط الضعف، ويتضمن "كعب أخيل" و"كش ملك!"؛ والسادس: تطورات كاشفة؟؛ والسابع: العم "أبو إيفانكا"؛ والثامن: الإشارات والتنبيهات، وأخيراً الخاتمة.
تخلص الدراسة إلى أن الاستهداف الأميركي لقاعدة الشعيرات مَثَّلَ نقطةَ تحولٍ ضاغطة ضد سورية وحلفائها، ورفع من سقف توقعات خصومها بشأن المزيد من التدخل، إلا أنه أدى عملياً وسريعاً إلى عكس ما هدف إليه تقريباً، وتمثل ذلك بـ "تصليب" جبهة حلفاء سورية. وهذا يضع قرار الاعتداء و"التهليل" له، في حيز "إساءة الحكم" أو "إساءة التقدير" من قبل إدارة "ترامب" وحلفائها، ولو أن المعركة مفتوحة على احتمالات عديدة، ذلك أن ديناميات الصراع سوف تستمر.

Research paper thumbnail of مراكز التفكير: في المحددات والكيفيات والتحديات عقيل سعيد محفوض

تمثل مراكزُ التفكير ظاهرةً مُحيّرةً أو غامِضَة، ورغم انتشارها والحديث المتزايد عنها، إلا أن ذلك ل... more تمثل مراكزُ التفكير ظاهرةً مُحيّرةً أو غامِضَة، ورغم انتشارها والحديث المتزايد عنها، إلا أن ذلك لم يساعد كثيراً في موضعتها بشكل مستقر أو قابل للتعيين في فضاء العلم والسياسة في عالم اليوم. ولا يزال السجال حول طبيعتها وبواعثها وهويتها قائماً، ولو أن انتشارها وعلو شأنها شغل الدارسين بأدوارها أكثر من انشغالهم بهوياتها ودينامياتها العميقة.

يمكن الانطلاق في تحليل ظاهرة مراكز التفكير من فكرة "تدبير السياسة" بوساطة العلم، والعكس أيضاً، أي "تدبير الواقع" بوساطة السياسة، إذ رغم التطور الكبير في العلوم الاجتماعية وغيرها، إلا أنها تواجه اتهامات متزايدة بفشلها في الاستجابة الفعالة لمشكلات العالم، وفي التنبؤ بها، أو في تخيّر أفضل السبل العملية والواقعية لمواجهتها، بل كان ثمة على الدوام توظيف للعلوم والمعارف في سياسات هيمنة واحتلال ومواجهات ما أدى إلى المزيد من المخاطر على الإنسان.

إن طبيعة العلوم لا تؤهلها للانخراط بفعالية في طبيعة السياسات، وراهنيتها وحساسيتها وسيولة أحداثها، ولم تتمكن من تطوير أدوات نظر وفعل تساعد في تحليل وفهم وتدبير السياسات. وثمة عوامل أخرى مثل ارتفاع الجُدران بين فواعل السياسة وبين فواعل المعرفة عامةً، وخاصةً في المجتمعات أو الدول ذات النظم غير الديمقراطية. تنطلق الدراسة من مقولة رئيسة وهي أن مراكز التفكير تمثل فاعلاً متعدد الأنماط والتأثيرات في السياسات اليوم، بسبب علاقة تبادلية (الباب الدوار) بين السياسة والتفكير، أو بين منتجي الأفكار وصانعي السياسات.

يحيل تحديد: ما مراكز التفكير؟ إلى أسئلة عميقة تتناولُ مَنْ بدأ في تشكيلها ولماذا؟ وما القوى المحركة لها؟ وأيّة مقاصد تقف وراءاها؟ وهذه من الأسئلة الصعبة والمعقدة، وربما تحيل إلى تساؤلات عن إحداث الجامعات مثلاً.

وتثير مراكز التفكير وديناميات عملها وأدوارها أسئلةً عن مدى إمكانية بقاء العلم قوة مستقلة، دون أن ينساق وراء منافع وتحيزات وتحزبات. وعن جواز أن يبحث العلم أو الجماعة العلمية في أفق براغماتيّ فقط، وعن كيفية قيام المراكز بدور المستشار والناصح، أم دور الخبير، أم الفاعل الضاغط أم المُروّج، إلخ.

تتألف الدراسة من مقدمة، وثمانية محاور، هي: أولاً: ما مراكز التفكير؟؛ وثانياً: في خريطة مراكز التفكير، وتصنيفها؛ ويكون التصنيف حسب: الأدوار، الأدوات، التخصص، المستهدف، النطاق الجغرافي، النطاق الزمني، الاستقلال-التابعية، المرجعية، الاستهداف؛ وثالثاً: في سيرة مراكز التفكير، ورابعاً: لماذا مراكز التفكير؟؛ وخامساً: المحددات: الذات، البيئة، الشبكات/التفاعلات، وتتضمن سياسات الباب الخلفي، والمسار الثاني أو الدبلوماسية الموازية، وسياسات الأبواب الدوّارة؛ وسادساً: الكيفيات؛ وسابعاً: التحديات: الذات، البيئة، الشبكة/التفاعلات؛ وثامناً: في مؤشرات الفعالية، وأخيراً خاتمة.

Research paper thumbnail of العنف المقدس - في الأسس الثقافية لعنف الجماعات التكفيرية - عقيل سعيد محفوض - مؤمنون بلا حدود آب 2017.pdf

الملخّص: تتناول الدراسة الأسس الثقافيّة لعنف الجماعات التكفيريّة، ما يتصل بديناميات التفكير ونظم... more الملخّص:

تتناول الدراسة الأسس الثقافيّة لعنف الجماعات التكفيريّة، ما يتصل بديناميات التفكير ونظم القيم وبنى المقدّس على نحو خاص. وتنطلق من أنّ الثقافي يمثل أحد فواعل ومدخلات العنف والصراع والاحتراب الاجتماعي والسياسي، كما يمثل مُخرجاً له في الآن نفسه، وفق مقاربة منهجيّة مركّبة تتوسل التحليل الثقافي وسيوسيولوجيا المعرفة ونظم القيم.

تنطلق الدراسة من مقولة أساسيّة؛ وهي أنَّ كلّ ممارسة دينيّة لها خلفيات ومرجعيات سياسيّة، أو "لا شعور سياسي" يعود إلى مدارك أو أولويّات سياسيّة، أو إلى "منوال" أو "نموذج" في الماضي وربّما في اللحظة الراهنة، وأنّ كلّ ممارسة سياسيّة أو عسكريّة لها خلفيات ومرجعيات دينيّة، أو "لا شعور ديني" يعود إلى (أو يصدر عن) مدارك أو أولويّات دينيّة، أو إلى "منوال" أو "نموذج" في الماضي أو الحاضر. وتتوسّل الدراسة عدّة مفاهيميّة مركّبة مثل "العقليّة الدوغمائيّة"، و"الفرقة الناجية"، و"العنف الرمزي".

تتألف الدراسة من مقدّمة وثمانية محاور، أولاً: الإطار المنهجي، وثانياً: "العقليّة الدوغمائيّة"، وثالثاً: "الفرقة الناجية"، ورابعاً: "هابيتوس" العنف والتكفير، وخامساً: العنف الرمزي والمخيالي، وسادساً: فقه الدماء: من المقدّس إلى المتوحّش، وسابعاً: محدّدات لإنتاج العنف، وثامناً: الإشارات والتنبيهات، وأخيراً خاتمة.

تخلص الدراسة إلى أنّ ثمّة علاقة مركّبة واستخداماً أو توظيفاً متبادلاً بين الدين والعنف، تعزّزه بنى وتفاعلات ورهانات ثقافيّة واجتماعيّة واقتصاديّة "متخلفة" أو "متأخرة"، وبنى سياسيّة تسلطيّة ثقيلة الوطأة، وأنّ التنظيمات الجهاديّة التكفيريّة تستخدم مدوّنات ومقولات فقهيّة ودينيّة، وآيات قرآنيّة، وأحاديث نبويّة، وميراثاً فقهيّاً، وتفاعلات قبليّة، وتحالفات ارتزاقيّة، وسرديات وقصصاً تاريخيّة كثيرة، انطلاقاً من ذهنيّة دوغمائيّة ثقيلة.

يشهد العنف التكفيري دورة إنتاج عالية المرونة والجاذبيّة والنشاط، وليس من سياسات تستطيع حتى الآن كسر تلك الدورة أو احتواء دينامياتها النشطة، حتى ليبدو الاعتدال أو اللّاعنف بلا مستقبل. كما لو أنّنا أمام حتميّة تاريخيّة قاهرة ولا نهائيّة.

Research paper thumbnail of مفهوم الأمن مقاربة معرفية‬ ‫عقيل سعيد محفوض

يمثل الأمن مسألة مركزية بالنسبة إلى الوجود والعمران البشري، ولا أدلّ على ذلك أكثر من شيوع مقولاته... more يمثل الأمن مسألة مركزية بالنسبة إلى الوجود والعمران البشري، ولا أدلّ على ذلك أكثر من شيوع مقولاته ومسمياته في جوانب الحياة كافةً تقريبًا، وهذا لا يدل على "حضوره" بقدر ما يحيل إلى "غيابه" وهو، بمقاربة فرويدية، حاجة أولية للإنسان، وهو إلى ذلك حاجة كلية، حيث إنه شرط للوجود والاستمرار، فعنده أو به تبتدئ الأمور، وبه تنتهي، وبين هذا وذاك أحوال وأطوار وأهوال كثيرة.

ويتأسس الفكر السياسي على مقولة الأمن؛ إذ إن الحاجة إليه، هي التي دفعت الإنسان إلى "اختراع السياسة" و"إنشاء الدولة" وإذا ما دققنا في مقاربة (توماس هوبز) مثلاً للموضوع، اتّضح إلى أي حد كان الإنسان مدفوعًا بالحاجة إلى الأمن، ومثلما أن القوة في السياسة تعادل، من حيث المعنى والأهمية، القوة في الفيزياء؛ فإن الأمن هو "المعادل الموضوعي" لها، ومثلما نجد صعوبة في تعيين ما هو سياسي، وما هو لا سياسي، فإننا نجد الصعوبة نفسها في مجال الأمن.

تقارب الدراسة مفهوم الأمن، من منظور إطاري معرفي، يشتمل على مقاربات ومداخل تحليل، ومفاهيم من علوم مختلفة، تساعد في تقديم تحليل أفضل للموضوع مثل؛ (الأمن البشري، أو أمن الإنسان اللا متوقع، الأنماط التكرارية، المخيال، الدوافع المخيالية، الدراسات الأمنية، الثورة العلمية والتكنولوجية، وغيرها) وتتناول ما تعده السمات الدلالية لـلمفهوم بوصفه: مفهومًا (إجرائيًّا، وموسعًا، أو شموليًّا، وتخوميًّا، وكونيًّا، أو عولميًّا، ولا يقينيًّا، وختالًا، أو ماكرًا، ولا متوقعًا، وتكراريًّاً، ولا نهائيًّا، أو دائمًا).

Research paper thumbnail of خط الصدع؟ في مدارك وسياسات الأزمة السورية، مقاربة مفاهيمية - الدكتور عقيل سعيد محفوض

خط الصدع؟ في مدارك وسياسات الأزمة السورية/ مقاربة مفاهيميّة الدكتور عقيل سعيد محفوض مركز دمشق ل... more خط الصدع؟
في مدارك وسياسات الأزمة السورية/ مقاربة مفاهيميّة

الدكتور عقيل سعيد محفوض
مركز دمشق للأبحاث والدراسات، مداد، ىب/أغسطس 2016

ملخص
بدأت الأزمة السورية (آذار/مارس 2011) بوصفها حدثاً، صادماً، وغير مسبوق، وحدّاً فاصلاً، ولا متوقعاً، وخلافياً، وارتيابياً، وما بعد حداثيّ. وكانت السمة الأبرز لها، أنها حدثٌ عابرٌ ومؤقتٌ، ومحكومٌ بنهاية سريعة تتمثل بإسقاط "النظام" وانتصار المعارضة، أو العكس. وفي الوقت الذي كانت المعارضة وحلفاؤها يتحدثون فيه عن أيام معدودة للسيطرة على دمشق، كان الرئيس بشار الأسد يتحدث في مرحلة مبكرة عن أزمة مديدة و"معركة غير مسبوقة في تاريخ سورية الحديث".
وقد استخدم الرئيسُ بشار الأسد تعبير "خط الصدع"، لتوصيف الحدث السوري وموقعه في عالم اليوم، في بُعدٍ دلاليٍّ مركبٍ، مُستمد من الجيولوجيا وعلوم الزلازل وتاريخها في المنطقة نفسها. وقد يكونُ الرئيسُ الأسد أول من استخدمه في بعده الدلاليّ الرئيس (إشارة إلى الرهانات الإقليمية والدولية) حول الحدث السوري.
تتناول الورقة "الصدوعَ" في مدارك وسياسات الأزمة السورية، من خلال مقاربة مفاهيمية تفكيكية، تقوم على ديناميتين: الأولى، هي "تفكيك" الحدث، والثانية، هي "عمارة" أو "تركيب" مفهوم "الصدع" أو "خط الصدع". وتفترض الدارسة أن الحدث السوري كان-في جانب منه-نتيجة صدوع في المدارك النمطية حول سورية، كما كان سبباً في صدوع أخرى على صلة بها أيضاً.
تتألف الدراسة من مقدمة وثمانية محاور، أولاً: سلطة المفاهيم والرموز؛ وثانياً: بناء/عمارة المفاهيم، وحدود المفهوم ومخاطره؛ وثالثاً: ما هو خط الصدع؟ ورابعاً: مفهوم خط الصدع؟ وأي صدوع في مدارك وسياسات الأزمة السورية؟ وخامساً: الصدوع الدولية؛ وسادساً: الصدوع الإقليمية؛ وسابعاً: صدوع المعنى؛ وثامناً: الاستخلاصات أو الإشارات والتنبيهات. والخاتمة.
تخلص الدراسةُ إلى أن مفهومَ "خط الصدع" يحيل إلى "مبادرة لغوية" و"إدراكية"، وتعبر عن قراءة تفاعلية ودينامية نشطة للمجال السياسي، وهي ليست وليدة "مخيال لغوي" أو "مخيال سياسي" فحسب، وإنما هي تخليق لمعانٍ وتعابير جديدة، أيضاً. وأن تعبير "خط الصدع" يكشف عن طاقة تنبؤية أو استشرافية أو كشفية. وهذا لا ينفي أن يكون التعبيرُ صادراً عن مدارك عميقة تخص سياسات إدارة الأزمة السورية، على قاعدة "الإدارة بالأزمة" مثلاً.
وحدثت أنماطٌ من الصدوع، مثل: صدوع "تمركُز" السياسات العالمية حول واشنطن، وصدوع أنماط المدارك والتفاعلات بين مختلف القُوى والفواعل الإقليمية والدولية، ليس فقط فيما بين التحالفات، وإنما داخل كل منها، وبين مكوناتها، وحتى داخل بعض وحداتها وفواعلها بالذات. كما أنَّ الحدثَ صدعَ سياسات "الربيع العربي" و"الثورات الملونة"، وخططَ نقل الطاقة عبر سورية، والحدود والجغرافية السياسية والخرائط والهويات والانتماءات في المنطقة.
وقد أنتج الحدثُ السوري واقعاً سوريّاً وإقليمياً ودولياً مُختلفاً عمّا كان قبل (آذار/مارس 2011)، فقد كانت التقديرات العالمية تتحدث عن مسارات رئيسة لتطور السياسة في العالم، ومصادر التهديد المختلفة، ولم يكن بينها أي تقديرات يُعتدُّ بها حول تطورات الأمور في الشرق الأوسط، ذلك أن المنطقة كانت واقعة تحت تأثير صدوع من نوع مختلف، أو لنقل انقسامات وتحالفات متباينة بشكل متزايد، لكن لم يدر في خلد أحد أن الأمور ستتجه إلى انفجار الأوضاع على النحو الذي حدثت فيه.

Research paper thumbnail of الخرائط المتوازية كيف رٌسمت الحدود في الشرق الأوسط؟ الدكتور عقيل سعيد محفوض

تتناول الدراسةُ التي كتبها الدكتور عقيل سعيد محفوض وصدرت عن مركز دمشق للأبحاث والدراسات شباط/فبرا... more تتناول الدراسةُ التي كتبها الدكتور عقيل سعيد محفوض وصدرت عن مركز دمشق للأبحاث والدراسات شباط/فبراير 2016 مسألة رسم الحدود في المنطقة العربية والشرق الأوسط، مع التركيز على المشرق العربي. وترصد تحولاتها والتعديلات الرئيسة عليها، والتي حكمتها عوامل محلية وجهوية وإثنية وجغرافية وانثروبولوجية عديدة. وتتألف الدراسة من مقدمة وإطار منهجي، ومحاور رئيسة، تتناول الحدود بين إيران والعراق، وخرائط حسين –مكماهون، وخريطة جمال باشا، وخرائط سايكس – بيكو، وسان بطرسبورغ 1916 وبلفور 1916، والموصل 1918، واتفاق فيصل – وايزمن 1919؛ وخرائط مؤتمر الصلح 1919، وسيفر 1920. وخرائط المؤتمر السوري الأول 1920، واتفاق فيصل – كليمنصو 1920؛ وخرائط الانتداب في المشرق، وترسيم الحدود بين دول المشرق العربي، وفلسطين و"اختلاق إسرائيل". وتخلص الدراسة إلى أن رسم الحدود لم يكن مفروضاً بالتمام، فقد كان ثمة عوامل داخلية نشطة، إلا أن العالم الخارجي كان مرجحاً في دينامياتها، وقد احتفظ بقوامته النسبية على كل ما يتصل بها لفترة تتجاوز حيز التركيز الزمني للدراسة وهو بدايات القرن العشرين. وعلى الرغم من الاعتراض على الحدود وتأثيمها وتجريم صانعيها في السرديات والايديولوجيات النشطة في المنطقة، إلا أن السياسات تلقفتها بحماسة كبيرة، وحافظت عليها، وخاضت حروباً ونزاعات ومنافسات عديدة من أجلها، ولو ان ديناميات من هذا النوع محكومة أيضاً بالهيمنة العالمية على المنطقة. ولم يحدث أن تم تعيين حدود، أو تغييرها، بمعزل عن إرادة القوى الكبرى.

Research paper thumbnail of عرض كتاب تركيا والأكراد كيف تتعامل تركيا مع المسألة الكردية - مجلة رؤية تركية

المؤلف: الدكتور عقيل محفوض - عرض: كريمان طه - مجلة "رؤية تركية"

يتلخص الموضوع الرئيسى للكتاب ” تركيا و الأكراد : كيف تتعامل تركيا مع المسألة الكردية ؟ ” -الصادر ... more يتلخص الموضوع الرئيسى للكتاب ” تركيا و الأكراد : كيف تتعامل تركيا مع المسألة الكردية ؟ ” -الصادر عن سلسلة دراسات ، ( الدوحة ، قطر : المركز العربى للأبحاث و دراسة السياسات ، مارس 2012م) لمؤلفه الدكتور عقيل محفوض الأستاذ و الأكاديمى و الباحث سورى المهتم بالقضايا الدولية و الإقليمية فى الوطن العربى -حول سياسة تركيا تجاه الأكراد لبيان أوجه القوة و الضعف فيها، و التحديات الحالية بين الحكومة و أكرادها، من خلال الإجابة على السؤال الرئيسى و هو كيف تتعامل تركيا مع المسألة الكردية فى المجال الأمنى و السياسى و الإقتصادى و الإجتماعى التى تبدو غير قابلة للحل إلا إذا كان الطرفين مستعدين للدخول فى تسوية تؤدى إلى دولة مختلفة كثيراً فى الطبيعة و التكوين والسياسة مما يتطلب وجود بيئة إقليمية و دولية مناسبة عن ما هي عليه في الوضع الراهن

Research paper thumbnail of عنف الثقافة المدينية في سورية - عقيل سعيد محفوض

تتحدث "الكتابة السياسية" عن ان أبناء الريف والمدن الريفية ركبوا موجة العسكرة في المنطقة وتوسدوا س... more تتحدث "الكتابة السياسية" عن ان أبناء الريف والمدن الريفية ركبوا موجة العسكرة في المنطقة وتوسدوا سدة الحكم في الفترة التي أعقبت التشكل الوطني-الدولتي في منطقة شرق المتوسط. وكان ذلك رد فعل تجاه السياسة الدولتية لنخبة الحكم المدينية "الفاسدة" التي ركزت الاهتمام على المدن الرئيسية ووزعت الموارد في ما بينها حبياً أو تنافسياً، وحرمت الريف من الإنفاق الحكومي وفرص التنمية. وإن رد الفعل هنا، هو اللجوء إلى الأحزاب الراديكالية (الشيوعي- البعث، القومي السوري ...) والجيش من أجل التغيير.
لقد أدى تحكم النخب المدينية "الفاسدة" لا إلى اختلال الانفاق وتوزيع الموارد والسلطات فحسب، وإنما أيضاً إلى النزاعات البينية والانقسامات الجهوية لأعضائها (النخبة)، وإلى إضعاف التكوين المؤسساتي، وإلى الفوضى وعدم القدرة على مواجهة التحديات المحلية والإقليمية. وهذا يفسر – مثلاً – عدم اهتمام السلطة المدينية بسلخ لواء اسكندرون لصالح تركيا! بل ان السلطة ضيقت على الأحزاب السياسية وعرقلت عملها ما أمكن، وأهملت الجيش ولم تهيئه لخوض الحرب العربية- الإسرائيلية الأولى/1948، وتجاهلت دوماً مطالب التحديث فضلاً عن تهيئتها البلاد للتداخل الخارجي، وقد عرفت تلك الفترة بـ"الصراع على سوريا" كتعبير عن الصراع الإقليمي في الشرق الأوسط والمنطقة العربية.
ويمكن افتراض أن النزوع الجهوي –المحلي للمدن عرقل إمكانية تكوين شعور جمعي وطني، فقد استمد الشعور بالانتماء إلى المحلة: الشام، حلب، بيروت، بغداد ... الخ أقوى من الشعور بالإنتماء إلى وطن هو: سوريا أو لبنان أو العراق ... أو حتى بالانتماء إلى الأمة العربية ... وقد درج – على سبيل المثال – كلام كثير عن ثنائية دمشق –حلب كحالة سياسية، ومزاج شعبي متمايز ومتفارق، بل متعاكس وعدائي أحياناً.

Research paper thumbnail of الشرق الأوسط بعد 100 عام على الحرب العالمية الأولى من سايكس بيكو إلى خورخي بورخيس - الدكتور عقيل سعيد محفوض

كتبت الروائي الارجنتيني خ. ل. بورخيس (1899-1986) ان حاكماً أمر برسم خريطة لامبراطوريته، أرادها دق... more كتبت الروائي الارجنتيني خ. ل. بورخيس (1899-1986) ان حاكماً أمر برسم خريطة لامبراطوريته، أرادها دقيقة وتفصيلية إلى أبعد حدّ، لدرجة يمكن معها مقارنة النقطة على الخريطة بمثيلتها على الأرض، خريطة مطابقة للأصل في الحجم والتفاصيل، حتى أمكن للناس ان يعيشوا في الخريطة وعليها، وينتقلوا من الواقع إلى الخريطة من دون حواجز!
بعد سنوات، مات الحاكم، وتآكلت سلطة الامبراطورية، فتآكل حجم الخريطة، وبانهيار الأولى، انهارت الثانية، وأصبحت الأخيرة مِزقاً، ولم يتمكن أي خلف للحاكم من إعادة الامبراطورية إلى سابق عهدها، كما لم يتمكن رسامو الخرائط وعلماء الجغرافيا من ترميم الخريطة. فقد كان انهيار "الامبراطورية" كفيلاً بانهيار "خريطتها/صورتها"، بعدما امّحت نهائياً الفوارق بينهما.
تبدو حكاية السيدين سايكس وبيكو شبيهة من بعض الجوانب، بحكاية بورخيس، كما تبدو خريطتهما شبيهة إلى حد ما بخريطته، الخريطتان أمر بهما حاكم رأى نفسه ومصالحه فوق كل شيء، واعتقد أن بيده الواقع، وما فوقه، وأن خرائطه/إرادته هي قضاء وقدر. الإرادتان فرضتا نفسيهما على الواقع، وشكَّلَتاهُ خرائطَ كما يحلو لهما، بشيء من الغرور والانتهازية والعبث.
وقد قيل عن سايكس وبيكو انهما خلال مداولاتهما حول تقسيم مناطق السيطرة والنفوذ في المشرق العربي، ... كانا يخلطان الجد بالهزل، فيقول سايكس: أريد هذه المنطقة، فيجيب بيكو: خذها، هي لك (!)

Research paper thumbnail of الأكراد اللغة السياسة دراسة في البنى اللغوية وسياسات الهوية الدكتور عقيل سعيد محفوض

المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات , 2013

صدر حديثاً عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب جديد بعنوان "الأكراد واللغة والسياسة: در... more صدر حديثاً عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب جديد بعنوان "الأكراد واللغة والسياسة: دراسة في البنى اللغوية وسياسات الهوية" (286 صفحة من القطع الكبير) للدكتور عقيل سعيد محفوض. ويضاف هذا الكتاب إلى كتابين آخرين أصدرهما المركز في المسألة الكردية هما "شمال العراق 1958-1975" للباحث عمار علي السمر، و"مسألة أكراد سورية: الواقع، التاريخ، الأسطورة" لفريق من الباحثين بحيث تشكل هذه الكتب الثلاثة مراجع مهمة لفهم المسألة الكردية في سورية والعراق.

ويعالج هذا الكتاب الجديد قضايا اللغة لدى الأكراد، ويتساءل: متى أصبحت اللغة هاجساً لدى الأكراد؟ وما هو التحدّي الذي أيقظ هذه المسألة؟ ومتى شعر الأكراد بالحاجة إلى لغة قومية؟ هذه الأسئلة وغيرها هي ما يحاول هذا الكتاب أن يجيب عنه من خلال دراسة العلاقة بين الأكراد واللغة والسياسة، والتركيز على سياسات الهوية كمدخل تفسيري لعلاقة الأكراد الملتبسة بالسياسة. ويتناول الكتاب، علاوة على ذلك، النظريات المتعددة في أصول اللغة والكردية، ثم يعرض بالتفصيل لمشكلة تعدد اللغات واللهجات، وللمشكلات التي يثيرها هذا التعدد من حيث إعاقة تكوين هوية موحدة، أو تطوير لغة وسيطة، أو من حيث مخاطر التهديد اللغوي الذي يتجلى بحلول اللغات المجاورة محل اللغات الكردية. وفي هذا السياق يعرض لتجارب توفيق وهبي وعرب شمو وجلادت بدرخان التي تطلّعت إلى صوغ ألفبائية كردية وإلى الربط بين الهوية القومية والهوية اللغوية.

يمكنك شراء نسخة مطبوعة من كتب المركز ومعرفة أقرب موزع بالضغط هنا.

Research paper thumbnail of تركيا والغرب: "المفاضلة" بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية الدكتور عقيل سعيد محفوض

مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية, 2013

مثَّل الغرب في مدارك تركيا وأولوياتها "الثابت" الوحيد تقريباً منذ تأسيس الجمهورية وحتى اليوم. ولع... more مثَّل الغرب في مدارك تركيا وأولوياتها "الثابت" الوحيد تقريباً منذ تأسيس الجمهورية وحتى اليوم. ولعل العقبات المتأتية عن تفاعلاتها مع الغرب، هي نفسها التي شكلت بواعث الاهتمام بالعمق الاستراتيجي (علاقاتها بمحيطيها القاري والإقليمي في شرق المتوسط والشرق الأوسط وآسيا الوسطى – جنوب القفقاس وحوض البحر الأسود وأوروبا الشرقية والبلقان)؛ ولكن ليس لمواجهة الغرب أو حتى لمجرد إشاحة النظر عنه، بعد أن توصلت أنقرة بعد عقد من سياسات "العمق الاستراتيجي" هذه إلى أن "تركيا أخذت مكانها في المعسكر الغربي". وهو ما يرى فيه مراقبون أنه نوع من البراجماتية السياسية التي تحاول الإمساك بمتغيرات اللحظة الإقليمية والدولية، والوقوف إلى "الجانب الصحيح" من المواجهة على الصعيد العالمي، بصرف النظر عن الاعتبارات الأيديولوجية. وتدرك تركيا أهمية إقامة الحسابات الدقيقة في المفاضلة أو الاختيار أو الجمع بين علاقاتها مع المجموعة الأوروبية من جانب، والولايات المتحدة الأمريكية من جانب آخر.

ثمة تجاذبات عديدة بين تركيا من جهة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، ولكن لا يمكن الجزم بأن أحد الطرفين الأخيرين سيشكل بديلاً تاماً بمفرده. والأرجح أنهما - على الرغم من المنافسات بينهما، وبرغم بروز تفضيلات متفاوتة ومتناقضة لدى الأتراك بشأنهما- سيواصلان كونهما خياراً تفاضلياً متلازماً بالنسبة إلى السياسة الخارجية التركية.

Research paper thumbnail of تركيا والربيع العربي: الإيدولوجيا الناعمة في خدمة البرغماتية النفعية - الدكتور عقيل سعيد محفوض

قنطرة, Jun 6, 2013

يقدم الباحث السوري والخبير المعروف في الشؤون التركية عقيل سعيد محفوض في الحوار التالي، الذي أجراه... more يقدم الباحث السوري والخبير المعروف في الشؤون التركية عقيل سعيد محفوض في الحوار التالي، الذي أجراه معه لؤي المدهون، رؤية تحليلية أكاديمية رصينة لخلفيات وأبعاد تحولات السياسة الخارجية التركية في ظل تنامي دور تركيا في محيطها الشرق الأوسطي.

Research paper thumbnail of سورية: في أن الحوار الوطني مسألة كلية - الدكتور عقيل محفوض

المركز السوري لبحوث الرأي العام - الرأي السوري, 2011

سورية - في أنَّ الحوار الوطني مسألة كلية الدكتور عقيل محفوض خاص بالمركز السوري لبحوث الرأي الع... more سورية - في أنَّ الحوار الوطني مسألة كلية
الدكتور عقيل محفوض
خاص بالمركز السوري لبحوث الرأي العام
قد لا يستقيم الحوار مع العنف والتخريب، ليس من حيث المبدأ، وإنما لأن أصوات السلاح وإشعال الحرائق ... تشوش عليه، وتدفعه لأن يصطدم بالجدار، هنا يكون العنف استمراراً للسياسية ولكن بوسائل أخرى؛ وحتى لا يصبح الحوار نفسه استمراراً للعنف، أيضاً بوسائل أخرى، يجب أن نتوسل طريقاً رئيساً في التعاطي مع الأمر، وهو طريق الحوار، ثم الحوار، ثم الحوار...
وإنك لا تستطيع أن تصطاد السمكة بتجفيف ماء البحر، ولكنك تستطيع ذلك وأكثر إذا سلكت الطريق الصحيح، وامتلكت الأدوات المناسبة،، ويجب أن تتولى ذلك بكيفيتين رئيستين، الأولى هي إطلاق حوار وطني شامل بلا حواف ولا حدود ولا سقوف، إلا بداهات الهوية والمصلحة الوطنية، وهذه محددات له وليست شروطاً عليه، والثانية هي "احتواء" مصادر العنف والتوتر الأمني، وهذا يتطلب سياسات كلية كما هو معروف، الثقافة والتنمية والتعليم والإصلاح، وأيضاً الحوار؛ و"تفكيك" بؤر الإرهاب والتخريب، وهذه تتطلب معالجات مختلفة، ثمة من هو أدرى بها. ويجب أن تتضافر هاتان الكيفيتان في عملهما، وأن يشعر المواطن أنه شريك جدي فيهما.
وفي محددات الحوار الوطني، أن يتأسس على المبادئ والقيم "المستقرة"، ومفاهيم الهوية الوطنية والبناء الثقافي والاجتماعي وفكرة الدولة، الخ، وليس الاتجاهات الطارئة والناشئة عن أوضاع الأزمة، أو النزعات والاتجاهات "الاختلالية"، و"الهويات القاتلة" على حد تعبير أمين معلوف.
الحوار ليس فقط مداولة من أجل "تسوية" نزاع أو الخروج من أزمة، وإنما هو أيضاً استجابة للمأمول السياسي والثقافي لدى شرائح تريد أن تنخرط في الشأن العام، وتشارك في تقرير أمور البلاد. وهو (الحوار) فعل يُفترض أن يصل في لحظة ما إلى نوع من "عقد اجتماعي" ينطوي على تجديد للسياسة والدولة والمواطنة والهوية، بمواجهة إرادة "تفتيتها" من قبل الاتجاهات الاختلالية والتقسيمية الناشطة اليوم.
ونحن على أية حال لا نملك أوهاماً بهذا الخصوص، بل لدينا قَدْرَاً - شبه يقيني - من المعرفة بأن ثمة "انبعاث" قائم، وأيضاً "اندراج" محتمل لأفكار وتأويلات واتجاهات سياسية قد لا تكون من طبيعة المجتمع ولا من طبيعة أو هوية الشعب.
ويمكن أن تتسع مفردات الحوار إلى حد يشمل كلية الظاهرة السورية الراهنة، وتندرج في قائمة طويلة نسبياً: الإصلاح، التربية والتعليم، البحث العلمي والتطوير التقاني، التحديث الاجتماعي والتنوير، حقوق الإنسان والحريات العامة، الهوية، الإعلام، الأحزاب السياسية، المشاركة السياسية، التكوين الاجتماعي والموارد البشرية، التنمية البشرية، الحقوق والحريات العامة، الهوية الوطنية والقومية، القيم الاجتماعية والثقافية، المرأة، حقوق الطفل، العمالة والبطالة، الاستثمار، التحديات الإقليمية والدولية، السياسة الخارجية والعلاقات الدولية، العلاقات العربية - العربية، الاحتلال والتغلغل الدولي في المنطقة (الخ).
نعم، يدرك الجميع أن النقاش العلني والمفتوح حول البرامج والسياسات قد لا يؤدي إلى استجابات جدية أو إلى اتفاق عام حولها، ذلك أن الاتفاق ليس من الأمور الرائجة هذه الأيام، حتى أنه ليس مطلوباً أن نتفق بالكلية، وربما ليس مسموحاً في الظروف الإقليمية والدولية الراهنة، أن نتفق، إلا على نكبات البلاد وأنقاضها. ولا بد أن نواجه ذلك بكل حزم وعزم، ولا بد أن "نغير" أو "نزحزح" المقولات السياسية والفكرية والعقدية التي لم تفض إلى نتائج أو وقائع مُرضية (بل مَرَضية)، وقد يكون "حق الاختلاف" هو المبدأ المفضي تطورياً (وليس بالضرورة قصدياً أو إيديولوجياً) إلى اتفاق.
إن الحوار الوطني يجعل العلاقة بين المجتمع والدولة، النظام السياسي والمعارضة، وحتى التكوينات السياسية والحزبية والثقافية، وكذلك التكوينات والهويات الفرعية المتعددة، أكثر دينامية في وجهين بارزين، الأول هو ما يخلقه الحوار من مدارك ومعارف ووشائج بين المتحاورين وبين المتلقين، على اختلاف صفاتهم وأولوياتهم، والثاني هو التجليات وربما التداعيات العملية المحتملة. وهذان الوجهان يعززان أملنا في إمكانية الانخراط في حراك اجتماعي وثقافي وسياسي يعمق العلاقة بين الدولة والمجتمع والأمة ويدفع الجميع إلى التكفير الجدي في المستقبل.

المركز السوري لبحوث الرأي العام – الرأي السوري 8/6/2011

Research paper thumbnail of الحدث الأفغاني قراءة في الدوافع والتداعيات والدروس عقيل سعيد محفوض

مركز البيان للدراسات, 2021

بالنسبة لمتابع سوري أو عراقي، فإن ما يحدث في أفغانستان، يبدو حدثاً عادياً، مقارنة بهول ما شهده، و... more بالنسبة لمتابع سوري أو عراقي، فإن ما يحدث في أفغانستان، يبدو حدثاً عادياً، مقارنة بهول ما شهده، وهول ما هو فيه، وقد لا يوجد ما يدهشه في هذا العالم. لكن الوضع مختلف نسبياً أمام الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وسيطرة طالبان على البلاد، ذلك أن الولايات المتحدة موجودة في سورية والعراق أيضاً، وثمة من يتدبر سبل إخراجها منهما، وبالطبع ثمة من يريد لها البقاء فيهما، وهذا ينسحب على الأفغان أيضاً، فهم موجودون –بكيفية أو أخرى- على جانبي الحرب في سورية وإلى حد ما العراق. كما أن أشباه طالبان، مثل «داعش» و»جبهة النصرة» وغيرها، موجودون في العراق وسورية، ويمثلون خطراً يهدد البلدين والإقليم.
ومن ثم فإن الحدث الأفغاني، على اختلاف التقديرات حوله، هو حدث يهم فواعل الفكر والسياسة، والشبكات والتنظيمات الجهادية، وبالطبع الرأي العام في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وخاصة العراق وسورية؛ الأمر الذي يتطلب المزيد من التدقيق والتقصي في طبيعة ما يجري في أفغانستان، واتجاهات التأثير المحتملة لذلك في المنطقة، وتدبير الاثار والتداعيات، واستخلاص الدروس أو الإشارات والتنبيهات.

Research paper thumbnail of هل تصلح الفدرالية الفيدرالية في سورية سوريا مركز البيان كانون الثاني يناير 2022 عقيل سعيد محفوض

مركز البيان للداسات والتخطيط, 2022

ينظر السوريون، أو شريحة قد تكون كبيرة منهم، إلى الفدرالية، كما لو أنَّها «شأن الآخرين» حيال بلدهم... more ينظر السوريون، أو شريحة قد تكون كبيرة منهم، إلى الفدرالية، كما لو أنَّها «شأن الآخرين» حيال بلدهم، وجزء من «منظور دولي» للتعاطي مع الحدث السوريّ؛ ومن غير الواضح إلى أيِّ حدٍّ يقبلون-يرفضون الفكرة، ربما لانشغالهم عنها بأمور أكثر أولوية، تتمثل في تَدَبُّر الحرب، وتَدَبُّر سبل العيش.
لكن الفدرالية معروضة في فضاء الحدث السوري، وإنَّ ضعف الاهتمام بها، لا يعني استبعادها، بل لعله يعزِّز حضورها، ذلك أنَّ إكراهات الحرب تفتح باب الإمكان على أطروحات عديدة بشأن سورية، ومنها الفدرالية، التي قد تبدو «حالة وسطاً» مقارنة بأطروحات التقسيم، أو حتى استمرار الحرب، بكل المخاطر الناتجة عنها.
تنطلق الورقة من سؤال رئيس هو: هل تصلح الفدرالية لسورية؟ وما اشتراطات أو كيفيات النظر للفدرالية بشأن سورية؟ وهل يمكن تجاوز سؤال الفدرالية؟ وتخلص إلى أنَّ الفدرالية هي «تقنية سياسية» و»دستورية»، وليست «قانوناً للتطبيق» أو شرطاً تاماً أو كافياً لتحقيق الديمقراطية أو التنمية أو الأمن والاستقرار، ولها أنماط وتشكلات كثيرة، وغالباً ما يمكن «هندستها» و»صناعتها»، وأنَّ المهم لسورية، هو استعادة فكرة مجتمع ودولة سوريين، وهوية وطنية، ومواطنة، وتنمية، وتحول ديمقراطي، فإذا أمكن ذلك، لا يعود مهماً، أن يكون النظام الدستوري والسياسي فيها فدرالياً أم لا، إنَّما كيف يمكن ذلك؟
تتألف الورقة من مقدمة وتسعة محاور: أولاً- الرؤية والمقاربة، ثانياً- ما الفدرالية؟ ثالثاً- الأطر المرجعية، رابعاً- المثال والمنوال، خامساً- أطروحة الفدرالية بشأن سورية، سادساً- تَلَقِّي الفدرالية، سابعاً- مَن يريد الفدرالية؟ ثامناً- الفدرالية: حل أم مشكلة؟ تاسعاً- في اشتراطات النظر للفدرالية، وأخيراً خاتمة.
أولاً- الرؤية والمقاربة
هل تمثل فكرة الفدرالية «نقطة ابتداء» أو «شرطاً» في سياسات الحل أو التسوية في سورية، بمعنى هل «يُهيَّئ» الحدث السوري لقبولها، بوصفها «كلمة السر» في الحل أو التسوية، أم هل يكون العكس، أي: التفكير أولاً أو قَبْلاً في أيِّ دولة تكون سورية ما بعد الحرب، ومن ثم يمكن النظر تالياً في طبيعة النظام الدستوري المناسب؟
أيّ «قابلية» داخلية أو محلية في سورية لقيام الفدرالية؟ وما موقع فكرة الفدرالية في الفضاء الداخلي أو الإقليمي، والسؤال الأهم هو: هل تصلح الفدرالية لسورية، وكيف يمكن النظر إلى الفدرالية في إطار الحرب وتداخلاتها ورهاناتها، وأي اشتراطات للتفكير فيها، وهل تمثل بالفعل أولوية أو شرطاً في إطار الحدث السوري، أم أنَّ ثمة أولويات أو مقاربات أخرى؟
تواجه فكرة «بناء الدول»، وخاصة في مرحلة ما بعد الحرب، وخاصة إذا كانت من نمط الحرب السورية، إشكالية على قدر كبير من الأهمية، وتتمثل بوجود تحديات مركبة، في مستويين رئيسين متعاكسين: الأول هو الحاجة لـ»توزيع القوة»، وأولوية التعدد والتنوع، والمناطق والجهات، والتكوينات الاجتماعية بوصفها شرطاً للحل أو التسوية، والثاني هو الحاجة لـ»تركيز القوة»، والتأكيد على أولوية التوحيد والإدماج، والهوية الوطنية، ومركزة السلطات والصلاحيات بوصفها شرطاً للمحافظة على المجتمع والدولة.

Research paper thumbnail of سورية وعقدها الجديد - عقيل سعيد محغوض

سورية وعقدها الجديد! عقيل سعيد محفوض 2 أيلول/سبتمبر 2020 كان عام 2000 حاسماً في تاريخ سورية،... more سورية وعقدها الجديد!
عقيل سعيد محفوض
2 أيلول/سبتمبر 2020
كان عام 2000 حاسماً في تاريخ سورية، لم يقل أحد كلمة "لا" واحدة ضد تولي الرئيس بشار الأسد أمر البلاد، حتى أشد الأطراف أو الفواعل خصومة أو عداوة له، لحظة استثنائية بالفعل.
لكن بعد عقد من السنين، أي بداية العام 2011، انقلب المشهد كلياً تقريباً، وحدث أن انفجرت سورية بمشكلاتها، وبمشكلات الآخرين ورهاناتهم فيها وحولها. وها هي تكمل عقد الانفجار والحرب، لتدخل -بعد عدة أشهر- عقداً ثالثاً لعل أهم سماته هو الغموض واللايقين.
قد تكون العودة إلى العام 2000، بظروفه البدئية والمخيالية، مفيدة في فهم وتحليل ما جرى في العقد التالي، فقد كشفت سورية نفسها أمام العالم، بأكثر وأسرع مما كان متوقعاً. أظهرت إلى أي حد يمكن لشريحة (قد تكون كبيرة) من الناس وبعض فواعل السياسة فيها أن يفكروا بالمستقبل، وبـ"دولة مركز" أو "ذات تطلعات مركزية" في الإقليم، دولة يمكن أن تواصل سياساتها حول العروبة والقومية العربية والإسلام والمسيحية، وسياسات الانفتاح على الداخل والخارج، وسياسات الهوية والتنمية على المستوى الوطني، وسياسات المقاومة-التسوية، والموازنة بين تحالفات وتجاذبات الإقليم المتناقضة الخ
يمكن بمقاربة معكوسة القول ان سقوف التوقعات ذهبت أبد من قدرة البلاد على الفعل، وانها كانت تأملية وربما بلاغية أكثر منها واقعية، واصطدمت بظروف وعوامل عطالة متزايدة القوة والتأثير، داخلية وخارجية، الأمر الذي "ضلل" أو "أعطب" إلى حد ما ديناميات التكيف واستشعار المخاطر، وهيأ البلاد، أو هيأ فيها أو لديها، قابلية للانفجار والحرب.
في العام 2011 انفجر العقد الاجتماعي، بعد أن أنسد أفقه المخيالي الذي أخذ السوريون –موالون ومعارضون- يشكلوه منذ العام 2000. وإذا أمكن العودة إلى قراءات وتقديرات السوريين خلال الفترة 2000-2010، وبيانات المثقفين وخطط التنمية، فسوف يخلص المتابع أو القارئ للقول: إلى ان سورية كانت تسير في خط تنمية تصاعدي، وخط توقعات أكثر تصاعداً. وان الخطين أخذا يفترقان بكيفية متزايدة.
لكن العقد الثاني 2010-2020 هو عقد الحرب، كما سبقت الإشارة، بكل أحوالها وأهوالها، وبكل الموت والدمار الذي حدث فيها، وكل الهجرات والنزوح، وكل الفقد والفقر والمعاناة التي يعانيها السوريون اليوم. المؤلم في كل ذلك هو شعور شريحة قد تكون كبيرة من السوريين بأن ليس ثمة في الأفق ما يشير إلى نهاية قريبة لما هم فيه.
وبما أننا نتحدث عن عقود سورية، تعالوا إلى الحقل الدلالي لكلمة "عقد". كلمة عقد تنطوي على معان ودلالات عديدة، فهي عشر سنوات من الأمل بالتحديث والإصلاح والتغيير. وعقد على دخول سورية الألفية الجديدة، وعقد على مؤتمر مدريد للسلام، بالأحرى عقد على بداهة أو يقين أن السلام مع إسرائيل هو أمر مستحيل أو يكاد.
وعقد، هو ميثاق بين الناس على أن يكونوا "مجتمعاً" باسم ومعنى ومبنى وهوية وبالطبع نظام سياسي ودولة، وهذا ما يطلق عليه دارسو الاجتماع والاجتماع السياسي والعلوم السياسية "العقد الاجتماعي". وهو ما نُدَرِسُه في الجامعات، ولكن بمعانيه الحديثة، وبما ينطوي عليه من دلالات التأسيس للسياسة والمجال العام والإرادة العامة وبناء الدولة الخ
وعقد، هو الاجتماع والانتظام والترابط والتعاضد والاندماج، وفي ذلك قول عن "التماسك الاجتماعي" مثلاً، وعن العلاقة بين فواعل الأمة الواحدة، وعن سورية التي تنتظم "عقداً واحداً".
وإلى ذلك، فإن كلمة عقد يمكن أن تحيل إلى "رهان" وتحدٍ" بين السوريين، وهذا من باب الأمل، بأن يتنافسوا في فعل كل شيء ممكن من أجل بلدهم، وأن يكون الفوز لمن أنجز أكثر. كما تحيل كلمة عقد إلى "شيء ما في الحي"، إلى افتتان وغواية، إلى نظر وتأمل؛ وقد كانت سورية –على الرغم من كل شيء- أكثر افتتاناً وجمالاً، ولو أنها اليوم 2020 لا تشبه نفسها عام 2010/2011 وهي بعيدة جداً عما كانت عليه في العام 2000.
حري بالسوريين وهم على اعتاب عقد جديد من القرن الواحد والعشرين، أن يتداعوا إلى "كلمة سواء" بينهم تكون بمثابة أساس لـ "عقد اجتماعي جديد" أيضاً، و"نشأة مستأنفة وخلق جديد" أيضاً وأيضاً، بتعبير ابن خلدون. وما ذلك على الله بعزيز.
https://www.5njoum.com/index.php/news/swryh-waqdha-aljdyd

Research paper thumbnail of اغتنام سورية عقيل سعيد محفوض

اغتنام سورية! عقيل سعيد محفوض 26 حزيران/يونيو 2020 قد يكون الحدث الأهم في الحرب السورية هو تحول ... more اغتنام سورية!
عقيل سعيد محفوض
26 حزيران/يونيو 2020
قد يكون الحدث الأهم في الحرب السورية هو تحول الخطاب وميزان الاستقطاب فيها من مقولات "ثورة" في مواجهة "نظام"، و"مجتمع" في مواجهة "دولة"، إلى قراءة الحدث بوصفه صراعاً على الرهانات والمصالح، واحتواء واحتواء متبادلاً بين عدد كبير من الفواعل في الداخل والخارج.
هذا من الأمور المستقرة تقريباً في تقديرات الحرب، وهو بقدر ما يوضح ما جرى منذ بداية الحرب، فإنه يجعل التفكير في المستقبل أو في سورية ما بعد الحرب أمراً بالغ التشابك والتعقيد، وربما أقرب للاستحالة!
حدثت في سوريا كلّ الأهوال الممكنة للحروب، دمار طال كل شيء في الظاهرة السورية اليوم. وكشفت التطورات أن جانباً كبيراً من الصراع المحتدم اليوم هدفه "اغتنام سورية" ككلّ، أو اغتنام الحصة الأكبر منها، أو ما أمكن من حصة.
ويمكن الحديث بعد عشر سنوات من الحرب عن "شرايين سورية المفتوحة"، بتعبير مستعار من عنوان كتاب للروائي إدواردو غاليانو يتحدث فيه عن "شرايين أمريكا اللاتينية المفتوحة"، كما يمكن الحديث عن حرب هي نوع من "التدمير الممنهج"، بتعبير مستعار من عنوان كتاب للإعلامي سامي كليب، عن الحرب السورية.
وهكذا، حولت الحربُ سوريةَ إلى بلد "لا داخل له" و"لا خارج"! حالة من الاستنزاف الدائم والمهول للموارد المادية والمعنوية، ولفكرة سورية، ولأفق سورية، وهذا ليس من باب الهدر أو الإهدار أو التدمير فحسب، وإنما من باب الغنيمة أو الاغتنام أيضاً!
وعندما يمثل "الصراعُ على سورية" منطلقاً للصراع على الإقليم، فهذا يعني أن "اغتنام سورية" هو شرط شارط لـ"اغتنام" الإقليم، بكل التداعيات أو المنعكسات القائمة والمحتملة لذلك على الصراع في العالم اليوم.
وقد أخذ منطق الاغتنام أو الغنيمة هذا يظهر بشكل متزايد في الحرب السورية، بل انه يكاد يظلل الحدث السوري ككل، وذلك على عدة مستويات:
 الحلفاء –الخصوم، وقد أصبحت سورية ساحة حرب أو جبهة مواجهة بين خطي صدع أو خطي استقطاب في السياسة الإقليمية والدولية، وخاصة روسيا والولايات المتحدة. والهدف هو "اغتنامها"، كما تتكرر الإشارة.
 بين الحلفاء أنفسهم، ولا يخفى حجم التوتر والمنافسة بين روسيا وإيران في ديناميات الحرب السورية. وهذا ما أخذ يلقي بظلال من الشك على "صلابة" و"استمرارية" التحالف المؤيد لسورية.
 بين الخصوم أنفسهم، وقد أخذت الصدوع والتوترات تباعد بين فواعل التحالف المعادي لدمشق، انظر مثلاً التوترات بين تركيا من جهة وبين السعودية والإمارات من جهة أخرى، وكذلك الأمر بالنسبة للتوتر بين عدد من دول الخليج العربية أو ما يعرف بالأزمة الخليجية بين السعودية والبحرين والإمارات من جهة وقطر من جهة ثانية.
 المعارضة، وحالة الاقتتال الدائمة بين تنظيماتها وعصائبها، في صراع محموم على "أغتنام" الموارد المادية والمعنوية في الداخل، والتدفقات من الخارج.
 الموالاة، بالاستناد إلى مؤشرات حول منافسات وتجاذبات متزايدة على الموارد وعلى جوانب من إدارة الشأن العام. وان الفساد المتجذر والمُعند في المجتمع والدولة يجعل من كل شيء تقريباً "غنيمة".
والآن، وبعد أن اقتربت العشرية الأولى للحرب من النهاية، تبدو سورية ساحة معارك متداخلة ومتوازية بين فواعل إقليمية ودولية عديدة، مثلما هو الحال بين فواعل داخلية أيضاً، ما يعني أن المعركة الأهم أمام السوريين الوطنيين، الذين قلبهم على البلد، هي معركة "اغتنام سورية"، إنما بمعنى مختلف، وأفضل "اغتنام" لسورية هو استعادة "روح المجتمع" و"روح الدولة" فيها،
وما أبعد الشقة!
https://www.5njoum.com/news/aghtnam-swryh

Research paper thumbnail of حيث يسقط الظل الولايات المتحدة إزاء الأزمة السورية عقيل سعيد محفوض

مركز دمشق للأبحاث وادراسات مداد, 2018

وَضَعَ التهديدُ بالاعتداءِ على سوريّة النظامَ العالميّ إزاء مخاطر غير مسبوقة، وإزاء اختبار نادر ب... more وَضَعَ التهديدُ بالاعتداءِ على سوريّة النظامَ العالميّ إزاء مخاطر غير مسبوقة، وإزاء اختبار نادر باندلاع حرب كبرى. غير أن خطوط الاتصال لمنع الصدام لم تتوقف، ثمة ديناميات متعاكسة تعمل على طول الخط بين رغبة بالحدِّ من طموحات وسياسات الأطراف المتصارعة والحرصِ على عدم الانزلاق إلى مواجهات قد تصل إلى حرب مباشرة ومفتوحة.
وجدت الولايات المتحدة أن الدَّولة السوريّة استعادت سلطتها على جزء كبير من جغرافيتها، أكثر وربما أسرع من اللازم، ومكنت روسيا وإيران، سياسياً واقتصادياً واستراتيجياً، في سورية ما بعد الحرب. وارتفع سقف المواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا في الأزمة السورية بصورة متزايدة، وأصبحت مؤشرات التنافر والصراع أكبر من مؤشرات التجاذب والتفاهم.
ورغم حرص روسيا وإيران وحتى الحكومة السورية، على تفادي الدخول في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، أو حتى محاولة استهداف أولوياتها شرق الفرات والمنطقة الجنوبية، إلا أن مدارك التهديد الأمريكية كانت –خلافاً للتوقعات– تزداد باطِّراد.
بدت مقولة الكيماوي من أهون الذرائع للتهديد ورفع سقف المطالب أو لاستخدام العنف في مواضع "مُناسِبَة" أو "آمنة". ولذا من المُرجَّح أن يتواصل استخدام الذريعة نفسها، طالما أنَّ سورية وحلفاءها لم يتدبروا حتى الآن السبل المناسبة لتفكيكها (الذريعة) أو احتواء إمكانية استخدامها.
أين الاعتداء من التورط الأمريكي في الأزمة السورية، ومن الصراع-التفاهم بين الولايات المتحدة وروسيا، وكذلك بين سورية وحلفائها من جهة، وبين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة ثانية، وما هو موقع فرنسا وبريطانيا وإسرائيل، ومواقفها من الاعتداء ومن ثَمَّ من الأزمة السورية ككل، وأي رهانات حكمت الاعتداء والتصدي له، وما هي الرسائل التي تم "تبادلها" يوم 14-4-2018.
تتألف هذه الورقة من مقدمة وثمانية محاور، أولاً: في فصول الاعتداء، "لازمة الكيماوي"؛ ثانياً: الولايات المتحدة، مدارك التهديد؛ ثالثاً: بين الرغبة والقدرة، ويتضمن حافة الحرب، وحافة السلم أو الحل؛ ورابعاً: الاعتداء؛ وخامساً: ماذا تريد الولايات المتحدة؟؛ وسادساً: ماذا حقق الاعتداء؟ ويتضمن الاقتصاد في الصراع أو احتواء الحرب، تهويل مقصود، ذيلية كبرى/ذيلية صغرى!، قوة حلف دمشق، روسيا، إيران وحزب الله، إسرائيل: بطاقة صفراء!؛ وسابعاً: مدارك دمشق، برداً وسلاماً؛ وثامناً: الإشارات والتنبيهات.

Research paper thumbnail of صدوع الجزيرة - في تحديات وتحولات المسألة الكردية في سورية00.pdf

تتناول الدراسة تحديات وتحولات المسألة الكردية في سورية، من خلال تحليل العلاقات بين دمشق و"كردها"،... more تتناول الدراسة تحديات وتحولات المسألة الكردية في سورية، من خلال تحليل العلاقات بين دمشق و"كردها"، والتساؤل عن طبيعة التجاذبات بينهما قبل الأزمة وخلالها، ولماذا تعرضت تلك العلاقات لأزمات وخَضّات متتالية، والبحث عن العوامل التي دعت الطرفين للتعاون خلال الأزمة، وتحديد دينامية التفاعل، ثم المفاضلة الكردية بين روسيا والولايات المتحدة، ولماذا مالت الفواعل الكردية للأخيرة، وهل إن الدافع وراء الأزمة هو بحث تلك الفواعل عن "جغرافيا مؤسسة"، وكيف أثّر منطق "الفرص السانحة – المخاطر الماثلة" في موقف الكرد من الحدث السوري؟
تتألف الدراسة من مقدمة وثمانية محاور، أولاً: حول الجزيرة، وثانياً: كرد سورية والأزمة، وثالثاً: لماذا دعمت دمشق الكرد (حزب الاتحاد الديمقراطي)؟ ورابعاً: المفاضلة الكردية، وخامساً: البحث عن "جغرافيا مؤسِّسة"؟ وسادساً: الإرادة الأمريكية، وسابعاً: "الفرص السانحة-المخاطر الماثلة"، وثامناً: الإشارات والتنبيهات، وأخيراً خاتمة.
تَخلُص الدراسة إلى أن التوافقات بين دمشق وكردها قامت على ما عدّته دمشق علاقة "ابتزاز" متزايدة، ووصلت -من جانب بعض الفواعل الكردية- إلى استنفاد المكاسب، خاصةً بعد انفتاح تلك الفواعل على روسيا والولايات المتحدة، وميلهم المتزايد للأخيرة، وأن هذه ربما دفعت تلك الفواعل للانقلاب على تفاهماتها مع دمشق، وإحداث تغيير أو فوضى في طبيعة المشهد "شرق الفرات"، وإحداث خضَّة في علاقة الكرد بروسيا.
وأنَّ الأسئلة التي لم تطرح كما يجب حتى الآن، هي: هل كان للقوات الكردية المعروفة بـ "وحدات حماية الشعب" أن تنجح في مواجهة "داعش"، من دون دعم الحكومة السورية؟ وهل تُواصِل دمشق تفاعلاتها مع الكرد، حتى وهم في طريقهم إلى واشنطن؟ وهل كانت روسيا وإيران ستقيمان علاقات مباشرة وقوية مع الفواعل الكردية لولا أن قبلت دمشق ذلك أو تفهّمَته، وربما شجّعت عليه؟
وأن من المهم لسورية أن تتمكن من "إجهاض" المساعي لتوظيف "الورقة الكردية" ضدها وضد كردها أنفسهم. خاصةً أن ثمة شكوكاً متزايدة في مدى ارتباط "حزب الاتحاد الديمقراطي" وفواعله الرئيسة بالولايات المتحدة (حليفة خصمهم الرئيس في تركيا) ومخاوف من تعزيز الصور والمدارك النمطية لدى شريحة من السوريين من أن الكرد هم تكوين انفصالي.
لعبت مدارك وتقديرات الكرد حول الأزمة السورية دوراً كبيراً في سياساتهم، ذلك أن الشعور بأن الأزمة قد تفضي إلى تقسيم سورية، ربما عزز من النزعة الجغرافية والكيانية لديهم، وإذا لم يحصل التقسيم، فإن اتساع نطاق السيطرة، يعطيهم ميزة أو وزناً نسبياً أكبر، في مفاوضات التسوية و"إعادة بناء" الدولة في سورية.
برزت جغرافيتان، الأولى لـ "التأسيس" وهي جغرافيا كردية أو ذات أكثرية كردية، تتمثل بمناطق "كانتونات" القامشلي، عفرين، عين العرب، والثانية لـ "التمكين" وهي جغرافيا سوريّة بقيادة كردية، وقد أعلن الكرد ضم مناطق "تل أبيض" لسيطرتهم، وأعلنوا مراراً أنهم سوف يضمون أي مناطق يسيطرون عليها إلى "الفدرالية".
لكن، تكمن المفارقة في أنَّ الولايات المتحدة التي دعمت القوات الكردية في الحسكة، هي نفسها التي دعمت هجوم الجيش التركي ضد القوات الكردية في جرابلس ومناطق مختلفة "غرب الفرات". وثمة مفارقة أخرى ذات صلة أيضاً، تستبين في فهم أنَّ القوات الكردية "أخرجت" تنظيم "داعش" من منبج تحت غطاء طيران التحالف، ثم جاء تدخل الجيش التركي إلى جرابلس تحت غطاء طيران التحالف نفسه.
تنطوي "الورقة الكردية" – من منظور دمشق – على مخاطر كثيرة، سبق أن تمت الإشارة إلى العديد منها، ولو أن الهاجس الرئيس يتمثل بأن تكون جزءاً مما يسمى الخطة (ب) أو (ج) إلخ.. لكن على المقلب الكردي هذه المرة، وتمهيداً لإقامة وجود عسكري أمريكي دائم "شرق الفرات"، مقابل الوجود الروسي "غرب الفرات"، ولن يكون سهلاً تغيير ذلك، إذ ستكون له تداعيات خطيرة على مستقبل البلد. وقد تريد الولايات المتحدة فعلاً المضي بالكرد بوصفهم "قوة بديلة" لمواجهة دمشق. وهذا احتمال لا تظهر الكثير من المؤشرات عليه، لكن ذلك لا يقلل من احتماليته.
تغيرت تقديرات الحدث السوري، وتغيرت معها تفاعلات وعلاقات مختلف الأطراف والفواعل، ولو أن العلاقات بين دمشق وكردها، أو بين الكرد ودمشق، بقيت على حالها، لكانت الاستثناء شبه الوحيد في الأزمة السورية. وكل علاقة مديدة ومعقدة، معرضة لاختلالات وصدوع، كبيرة كانت أم صغيرة، ولا يبدو أن العلاقة بين دمشق وكردها استثناء.

Research paper thumbnail of ضفدع نيتشه مقاربات معرفية في قراءة الأزمة السورية - عقيل سعيد محفوض.pdf

ملخص قراءة الحدث السوري هي قراءة الحرب. ويبدو أنَّ ثمة نوعاً من "النكوص" في ديناميات القراء... more ملخص
قراءة الحدث السوري هي قراءة الحرب. ويبدو أنَّ ثمة نوعاً من "النكوص" في ديناميات القراءة والتلقي للحدث، بالميل إلى التفسيرات السطحية والسببية البسيطة، والتفسيرات الميتافيزيقية، والخرافية، والإيديولوجيات النمطية!
تتمثل إشكالية القراءة هنا بمحاولتها العمل على المشهد السوري في مستويين: الأول، هو التمييز-ما أمكن، قُلْ: إن أمكن-بين الحدثِ من جهة، والمعرفةِ به أو التعبير عنه من جهة أخرى؛ والثاني، يتجلّى في عملية معكوسة، وتتمثل بـ "إعادة الارتباط" بين الحدث والتعبير عنه، أي بين الوقائع وارتداداتها من منظورٍ، ونتائجها السياسية والثقافية من منظورٍ آخر.
إذا كان الحدث السوري مُثقلاً بـ عناوين ومفردات واستعارات كثيرة، تصطف إلى هذا الجانب أو ذاك من الحرب، إلا أن ذلك يجب ألا يثنينا عن البداهة الأساسية الكامنة في القلب منه، وفي قلب أي صراع أو مواجهة سياسية، وهي القوة والمصلحة، أو بمعنى آخر المعنى والقوة. وهذا يتصل بالأطراف السورية وغير السورية.
تتألف الدراسة من مقدمة وثمانية محاور هي: أولاً: معنى القراءة، وثانياً: نقطة ارتكاز أرخميدية أو أركيولوجيا الحدث، وثالثاً: قراءة على قراءة، ورابعاً: التفكيك، وخامساً: الخلق بالملاحظة، وسادساً: السينما والقطار، وسابعاً: ضفدع نيتشه، وثامناً: عقبات باشلار (العقلانية التقريبية، العقلانية المحلية)، وتاسعاً: إفصاح الحدث. وأخيراً خاتمة.
تخلص الدراسة إلى أنَّ من أولى المهام والتحديات أمام قراءة معرفية وتفكيكية للحدث السوري، هي الانطلاق من مبدأ مقاومة الأقوال المتداولة، على حد تعبير بيير بورديو، والحفر عميقاً في طبقات الخطاب والسلوك حول الحدث، وتفكيك العقبات الرؤيوية والمعرفية/الإبستمولوجية، بما يساعد على تجاوز أو احتواء العقد والأوهام الأضاليل والرهانات المعقدة حول الحدث.
هذا يفسر حجم المخاطرة في قراءة أحداث من نمط الحدث السوري، ولماذا تُخفق الكتابات السياسية والاجتماعية وغيرها، في الكشف عن حقيقة ما يجري؛ بل التنبؤ بمساراتها المحتملة، ولو أن هذا التحدي يجب أن يمثل حافزاً إضافياً لتخليق أو اجتراح فضاءات عمل وأدوات تحليل ومقاربات فعالة، لأن وقت الأزمات الكبرى هو وقت طرح الأسئلة الكبرى، وفيه تبرز المحاولات والرهانات الكبرى أيضاً.

Research paper thumbnail of الثعلب والقنفذ الولايات المتحدة إزاء الأزمة السورية - عقيل سعيد محفوض.pdf

ملخص بين الثعلب والقنفذ ديناميات صراع مركبة، لدى أحدهما طرقٌ عديدة للاستهداف، فيما لدى الآ... more ملخص
بين الثعلب والقنفذ ديناميات صراع مركبة، لدى أحدهما طرقٌ عديدة للاستهداف، فيما لدى الآخر طريقة واحدة ناجعة، وهذا ما بدا أنه ينطبق على سياسة الولايات المتحدة إزاء الأزمة السورية، وخاصة بعد حادثة/ذريعة خان شيخون والاعتداء على قاعدة الشعيرات الجوية، ويزيد على ذلك أن الطرق العديدة مقيدة بإكراهات إقليمية ودولية تعوق عمله، فيما لدى صاحب الطريقة الوحيدة، عوامل تعزيز واحتواء تمارس تأثيراً نشطاً في مسارات الأمور.
اتسم الموقفُ الأمريكيُّ من الأزمةِ السوريّةِ، بكونه متعدّدَ المستويات والأنماط، وكان يتطور بالإضافة وليس بالإزاحة أو الإحلال. وقد رجَّحَ قرارُ الاعتداء على قاعدة الشعيرات الجوية (7 نيسان/أبريل 2017) والتداعيات التي أعقبته، التقديرات بأن الرئيس ترامب ربما بدأ جدياً وفعلياً بتبني خيارات تجنح نحو التطرف والعنف الفائق في التعاطي مع العديد من ملفات السياسة الدولية، بدءاً من الأزمة السورية.
تنطلق الدراسة من فكرة أنَّ حادثةَ الكيماويِّ في خان شيخون (4 نيسان/أبريل 2017) كانت نتيجة لقرار سابق باتخاذ إجراءات معادية لسورية وحلفائها، وليس العكس، وأن الولايات المتحدة ربما أرادت أن تستهدف سورية من أكثر النقاط ضعفاً (كعب أخيل) وكذلك من أكثر النقاط قوة (خيار الإسكندر)، وأنَّ لطبيعة النظام السياسي في الولايات المتحدة و"الدولة العميقة" والتحالفات والخصائص الشخصية للرئيس "ترامب" الخ، تأثيرات ذات شأن في الموقف الأمريكي من الأزمة السورية. وثمة إلى ذلك إكراهات كان لها تأثير في مسارات الأمور.
تُقارب الدراسة موضوعَها من خلال تشكيل منهجي أو معرفي مركب، يتضمن استعارات تفسيرية وتحليلية مختلفة، بقصد تفكيك دوافع القرار الأمريكي بالاستهداف المباشر لقاعدة الشعيرات الجوية، والمنطق العميق الذي صدر عنه ذلك القرار، والأنماط التكرارية في مدارك وسلوك الولايات المتحدة تجاه الأزمة السورية.
تحاول الدراسة منهجيّاً "تجريب" أو "اختبار" استعارات عديدة من الحكايات والأساطير الإغريقية كـ "الثعلب والقنفذ"، و"كعب أخيل"؛ ومن الألعاب كـ "الشطرنج"؛ ومن العلوم العسكرية مثل: "نقاط الاستهداف"، و"نقاط القوة"، و"نقاط الضعف"؛ ومن عالم الميديا والابستمولوجيا مثل: "الإدراك" و"الفهم" و"سوء التقدير" وتغيير الرؤية والمدارك المسبقة أو المدارك القصدية في اختلاق واقع افتراضي لا يلبث أن يصبح واقعاً مُتعيّناً" و"حقيقياً" أكثر من الواقع نفسه، وغيرها.
تتألف الدراسة من مقدمة وثمانية محاور، الأول في مقاربة الحدث، ويتضمن "تدبير الحدث"، و"الاستعارات القاتلة"، و"أنماطاً تكرارية"؛ والثاني: سورية والولايات المتحدة: العلاقة المستحيلة؛ والثالث: هيا نضرب كيماويّاً!؛ والرابع: عبء ترامب؛ والخامس: استهداف نقاط القوة-نقاط الضعف، ويتضمن "كعب أخيل" و"كش ملك!"؛ والسادس: تطورات كاشفة؟؛ والسابع: العم "أبو إيفانكا"؛ والثامن: الإشارات والتنبيهات، وأخيراً الخاتمة.
تخلص الدراسة إلى أن الاستهداف الأميركي لقاعدة الشعيرات مَثَّلَ نقطةَ تحولٍ ضاغطة ضد سورية وحلفائها، ورفع من سقف توقعات خصومها بشأن المزيد من التدخل، إلا أنه أدى عملياً وسريعاً إلى عكس ما هدف إليه تقريباً، وتمثل ذلك بـ "تصليب" جبهة حلفاء سورية. وهذا يضع قرار الاعتداء و"التهليل" له، في حيز "إساءة الحكم" أو "إساءة التقدير" من قبل إدارة "ترامب" وحلفائها، ولو أن المعركة مفتوحة على احتمالات عديدة، ذلك أن ديناميات الصراع سوف تستمر.

Research paper thumbnail of مراكز التفكير: في المحددات والكيفيات والتحديات عقيل سعيد محفوض

تمثل مراكزُ التفكير ظاهرةً مُحيّرةً أو غامِضَة، ورغم انتشارها والحديث المتزايد عنها، إلا أن ذلك ل... more تمثل مراكزُ التفكير ظاهرةً مُحيّرةً أو غامِضَة، ورغم انتشارها والحديث المتزايد عنها، إلا أن ذلك لم يساعد كثيراً في موضعتها بشكل مستقر أو قابل للتعيين في فضاء العلم والسياسة في عالم اليوم. ولا يزال السجال حول طبيعتها وبواعثها وهويتها قائماً، ولو أن انتشارها وعلو شأنها شغل الدارسين بأدوارها أكثر من انشغالهم بهوياتها ودينامياتها العميقة.

يمكن الانطلاق في تحليل ظاهرة مراكز التفكير من فكرة "تدبير السياسة" بوساطة العلم، والعكس أيضاً، أي "تدبير الواقع" بوساطة السياسة، إذ رغم التطور الكبير في العلوم الاجتماعية وغيرها، إلا أنها تواجه اتهامات متزايدة بفشلها في الاستجابة الفعالة لمشكلات العالم، وفي التنبؤ بها، أو في تخيّر أفضل السبل العملية والواقعية لمواجهتها، بل كان ثمة على الدوام توظيف للعلوم والمعارف في سياسات هيمنة واحتلال ومواجهات ما أدى إلى المزيد من المخاطر على الإنسان.

إن طبيعة العلوم لا تؤهلها للانخراط بفعالية في طبيعة السياسات، وراهنيتها وحساسيتها وسيولة أحداثها، ولم تتمكن من تطوير أدوات نظر وفعل تساعد في تحليل وفهم وتدبير السياسات. وثمة عوامل أخرى مثل ارتفاع الجُدران بين فواعل السياسة وبين فواعل المعرفة عامةً، وخاصةً في المجتمعات أو الدول ذات النظم غير الديمقراطية. تنطلق الدراسة من مقولة رئيسة وهي أن مراكز التفكير تمثل فاعلاً متعدد الأنماط والتأثيرات في السياسات اليوم، بسبب علاقة تبادلية (الباب الدوار) بين السياسة والتفكير، أو بين منتجي الأفكار وصانعي السياسات.

يحيل تحديد: ما مراكز التفكير؟ إلى أسئلة عميقة تتناولُ مَنْ بدأ في تشكيلها ولماذا؟ وما القوى المحركة لها؟ وأيّة مقاصد تقف وراءاها؟ وهذه من الأسئلة الصعبة والمعقدة، وربما تحيل إلى تساؤلات عن إحداث الجامعات مثلاً.

وتثير مراكز التفكير وديناميات عملها وأدوارها أسئلةً عن مدى إمكانية بقاء العلم قوة مستقلة، دون أن ينساق وراء منافع وتحيزات وتحزبات. وعن جواز أن يبحث العلم أو الجماعة العلمية في أفق براغماتيّ فقط، وعن كيفية قيام المراكز بدور المستشار والناصح، أم دور الخبير، أم الفاعل الضاغط أم المُروّج، إلخ.

تتألف الدراسة من مقدمة، وثمانية محاور، هي: أولاً: ما مراكز التفكير؟؛ وثانياً: في خريطة مراكز التفكير، وتصنيفها؛ ويكون التصنيف حسب: الأدوار، الأدوات، التخصص، المستهدف، النطاق الجغرافي، النطاق الزمني، الاستقلال-التابعية، المرجعية، الاستهداف؛ وثالثاً: في سيرة مراكز التفكير، ورابعاً: لماذا مراكز التفكير؟؛ وخامساً: المحددات: الذات، البيئة، الشبكات/التفاعلات، وتتضمن سياسات الباب الخلفي، والمسار الثاني أو الدبلوماسية الموازية، وسياسات الأبواب الدوّارة؛ وسادساً: الكيفيات؛ وسابعاً: التحديات: الذات، البيئة، الشبكة/التفاعلات؛ وثامناً: في مؤشرات الفعالية، وأخيراً خاتمة.

Research paper thumbnail of العنف المقدس - في الأسس الثقافية لعنف الجماعات التكفيرية - عقيل سعيد محفوض - مؤمنون بلا حدود آب 2017.pdf

الملخّص: تتناول الدراسة الأسس الثقافيّة لعنف الجماعات التكفيريّة، ما يتصل بديناميات التفكير ونظم... more الملخّص:

تتناول الدراسة الأسس الثقافيّة لعنف الجماعات التكفيريّة، ما يتصل بديناميات التفكير ونظم القيم وبنى المقدّس على نحو خاص. وتنطلق من أنّ الثقافي يمثل أحد فواعل ومدخلات العنف والصراع والاحتراب الاجتماعي والسياسي، كما يمثل مُخرجاً له في الآن نفسه، وفق مقاربة منهجيّة مركّبة تتوسل التحليل الثقافي وسيوسيولوجيا المعرفة ونظم القيم.

تنطلق الدراسة من مقولة أساسيّة؛ وهي أنَّ كلّ ممارسة دينيّة لها خلفيات ومرجعيات سياسيّة، أو "لا شعور سياسي" يعود إلى مدارك أو أولويّات سياسيّة، أو إلى "منوال" أو "نموذج" في الماضي وربّما في اللحظة الراهنة، وأنّ كلّ ممارسة سياسيّة أو عسكريّة لها خلفيات ومرجعيات دينيّة، أو "لا شعور ديني" يعود إلى (أو يصدر عن) مدارك أو أولويّات دينيّة، أو إلى "منوال" أو "نموذج" في الماضي أو الحاضر. وتتوسّل الدراسة عدّة مفاهيميّة مركّبة مثل "العقليّة الدوغمائيّة"، و"الفرقة الناجية"، و"العنف الرمزي".

تتألف الدراسة من مقدّمة وثمانية محاور، أولاً: الإطار المنهجي، وثانياً: "العقليّة الدوغمائيّة"، وثالثاً: "الفرقة الناجية"، ورابعاً: "هابيتوس" العنف والتكفير، وخامساً: العنف الرمزي والمخيالي، وسادساً: فقه الدماء: من المقدّس إلى المتوحّش، وسابعاً: محدّدات لإنتاج العنف، وثامناً: الإشارات والتنبيهات، وأخيراً خاتمة.

تخلص الدراسة إلى أنّ ثمّة علاقة مركّبة واستخداماً أو توظيفاً متبادلاً بين الدين والعنف، تعزّزه بنى وتفاعلات ورهانات ثقافيّة واجتماعيّة واقتصاديّة "متخلفة" أو "متأخرة"، وبنى سياسيّة تسلطيّة ثقيلة الوطأة، وأنّ التنظيمات الجهاديّة التكفيريّة تستخدم مدوّنات ومقولات فقهيّة ودينيّة، وآيات قرآنيّة، وأحاديث نبويّة، وميراثاً فقهيّاً، وتفاعلات قبليّة، وتحالفات ارتزاقيّة، وسرديات وقصصاً تاريخيّة كثيرة، انطلاقاً من ذهنيّة دوغمائيّة ثقيلة.

يشهد العنف التكفيري دورة إنتاج عالية المرونة والجاذبيّة والنشاط، وليس من سياسات تستطيع حتى الآن كسر تلك الدورة أو احتواء دينامياتها النشطة، حتى ليبدو الاعتدال أو اللّاعنف بلا مستقبل. كما لو أنّنا أمام حتميّة تاريخيّة قاهرة ولا نهائيّة.

Research paper thumbnail of مفهوم الأمن مقاربة معرفية‬ ‫عقيل سعيد محفوض

يمثل الأمن مسألة مركزية بالنسبة إلى الوجود والعمران البشري، ولا أدلّ على ذلك أكثر من شيوع مقولاته... more يمثل الأمن مسألة مركزية بالنسبة إلى الوجود والعمران البشري، ولا أدلّ على ذلك أكثر من شيوع مقولاته ومسمياته في جوانب الحياة كافةً تقريبًا، وهذا لا يدل على "حضوره" بقدر ما يحيل إلى "غيابه" وهو، بمقاربة فرويدية، حاجة أولية للإنسان، وهو إلى ذلك حاجة كلية، حيث إنه شرط للوجود والاستمرار، فعنده أو به تبتدئ الأمور، وبه تنتهي، وبين هذا وذاك أحوال وأطوار وأهوال كثيرة.

ويتأسس الفكر السياسي على مقولة الأمن؛ إذ إن الحاجة إليه، هي التي دفعت الإنسان إلى "اختراع السياسة" و"إنشاء الدولة" وإذا ما دققنا في مقاربة (توماس هوبز) مثلاً للموضوع، اتّضح إلى أي حد كان الإنسان مدفوعًا بالحاجة إلى الأمن، ومثلما أن القوة في السياسة تعادل، من حيث المعنى والأهمية، القوة في الفيزياء؛ فإن الأمن هو "المعادل الموضوعي" لها، ومثلما نجد صعوبة في تعيين ما هو سياسي، وما هو لا سياسي، فإننا نجد الصعوبة نفسها في مجال الأمن.

تقارب الدراسة مفهوم الأمن، من منظور إطاري معرفي، يشتمل على مقاربات ومداخل تحليل، ومفاهيم من علوم مختلفة، تساعد في تقديم تحليل أفضل للموضوع مثل؛ (الأمن البشري، أو أمن الإنسان اللا متوقع، الأنماط التكرارية، المخيال، الدوافع المخيالية، الدراسات الأمنية، الثورة العلمية والتكنولوجية، وغيرها) وتتناول ما تعده السمات الدلالية لـلمفهوم بوصفه: مفهومًا (إجرائيًّا، وموسعًا، أو شموليًّا، وتخوميًّا، وكونيًّا، أو عولميًّا، ولا يقينيًّا، وختالًا، أو ماكرًا، ولا متوقعًا، وتكراريًّاً، ولا نهائيًّا، أو دائمًا).

Research paper thumbnail of خط الصدع؟ في مدارك وسياسات الأزمة السورية، مقاربة مفاهيمية - الدكتور عقيل سعيد محفوض

خط الصدع؟ في مدارك وسياسات الأزمة السورية/ مقاربة مفاهيميّة الدكتور عقيل سعيد محفوض مركز دمشق ل... more خط الصدع؟
في مدارك وسياسات الأزمة السورية/ مقاربة مفاهيميّة

الدكتور عقيل سعيد محفوض
مركز دمشق للأبحاث والدراسات، مداد، ىب/أغسطس 2016

ملخص
بدأت الأزمة السورية (آذار/مارس 2011) بوصفها حدثاً، صادماً، وغير مسبوق، وحدّاً فاصلاً، ولا متوقعاً، وخلافياً، وارتيابياً، وما بعد حداثيّ. وكانت السمة الأبرز لها، أنها حدثٌ عابرٌ ومؤقتٌ، ومحكومٌ بنهاية سريعة تتمثل بإسقاط "النظام" وانتصار المعارضة، أو العكس. وفي الوقت الذي كانت المعارضة وحلفاؤها يتحدثون فيه عن أيام معدودة للسيطرة على دمشق، كان الرئيس بشار الأسد يتحدث في مرحلة مبكرة عن أزمة مديدة و"معركة غير مسبوقة في تاريخ سورية الحديث".
وقد استخدم الرئيسُ بشار الأسد تعبير "خط الصدع"، لتوصيف الحدث السوري وموقعه في عالم اليوم، في بُعدٍ دلاليٍّ مركبٍ، مُستمد من الجيولوجيا وعلوم الزلازل وتاريخها في المنطقة نفسها. وقد يكونُ الرئيسُ الأسد أول من استخدمه في بعده الدلاليّ الرئيس (إشارة إلى الرهانات الإقليمية والدولية) حول الحدث السوري.
تتناول الورقة "الصدوعَ" في مدارك وسياسات الأزمة السورية، من خلال مقاربة مفاهيمية تفكيكية، تقوم على ديناميتين: الأولى، هي "تفكيك" الحدث، والثانية، هي "عمارة" أو "تركيب" مفهوم "الصدع" أو "خط الصدع". وتفترض الدارسة أن الحدث السوري كان-في جانب منه-نتيجة صدوع في المدارك النمطية حول سورية، كما كان سبباً في صدوع أخرى على صلة بها أيضاً.
تتألف الدراسة من مقدمة وثمانية محاور، أولاً: سلطة المفاهيم والرموز؛ وثانياً: بناء/عمارة المفاهيم، وحدود المفهوم ومخاطره؛ وثالثاً: ما هو خط الصدع؟ ورابعاً: مفهوم خط الصدع؟ وأي صدوع في مدارك وسياسات الأزمة السورية؟ وخامساً: الصدوع الدولية؛ وسادساً: الصدوع الإقليمية؛ وسابعاً: صدوع المعنى؛ وثامناً: الاستخلاصات أو الإشارات والتنبيهات. والخاتمة.
تخلص الدراسةُ إلى أن مفهومَ "خط الصدع" يحيل إلى "مبادرة لغوية" و"إدراكية"، وتعبر عن قراءة تفاعلية ودينامية نشطة للمجال السياسي، وهي ليست وليدة "مخيال لغوي" أو "مخيال سياسي" فحسب، وإنما هي تخليق لمعانٍ وتعابير جديدة، أيضاً. وأن تعبير "خط الصدع" يكشف عن طاقة تنبؤية أو استشرافية أو كشفية. وهذا لا ينفي أن يكون التعبيرُ صادراً عن مدارك عميقة تخص سياسات إدارة الأزمة السورية، على قاعدة "الإدارة بالأزمة" مثلاً.
وحدثت أنماطٌ من الصدوع، مثل: صدوع "تمركُز" السياسات العالمية حول واشنطن، وصدوع أنماط المدارك والتفاعلات بين مختلف القُوى والفواعل الإقليمية والدولية، ليس فقط فيما بين التحالفات، وإنما داخل كل منها، وبين مكوناتها، وحتى داخل بعض وحداتها وفواعلها بالذات. كما أنَّ الحدثَ صدعَ سياسات "الربيع العربي" و"الثورات الملونة"، وخططَ نقل الطاقة عبر سورية، والحدود والجغرافية السياسية والخرائط والهويات والانتماءات في المنطقة.
وقد أنتج الحدثُ السوري واقعاً سوريّاً وإقليمياً ودولياً مُختلفاً عمّا كان قبل (آذار/مارس 2011)، فقد كانت التقديرات العالمية تتحدث عن مسارات رئيسة لتطور السياسة في العالم، ومصادر التهديد المختلفة، ولم يكن بينها أي تقديرات يُعتدُّ بها حول تطورات الأمور في الشرق الأوسط، ذلك أن المنطقة كانت واقعة تحت تأثير صدوع من نوع مختلف، أو لنقل انقسامات وتحالفات متباينة بشكل متزايد، لكن لم يدر في خلد أحد أن الأمور ستتجه إلى انفجار الأوضاع على النحو الذي حدثت فيه.

Research paper thumbnail of الخرائط المتوازية كيف رٌسمت الحدود في الشرق الأوسط؟ الدكتور عقيل سعيد محفوض

تتناول الدراسةُ التي كتبها الدكتور عقيل سعيد محفوض وصدرت عن مركز دمشق للأبحاث والدراسات شباط/فبرا... more تتناول الدراسةُ التي كتبها الدكتور عقيل سعيد محفوض وصدرت عن مركز دمشق للأبحاث والدراسات شباط/فبراير 2016 مسألة رسم الحدود في المنطقة العربية والشرق الأوسط، مع التركيز على المشرق العربي. وترصد تحولاتها والتعديلات الرئيسة عليها، والتي حكمتها عوامل محلية وجهوية وإثنية وجغرافية وانثروبولوجية عديدة. وتتألف الدراسة من مقدمة وإطار منهجي، ومحاور رئيسة، تتناول الحدود بين إيران والعراق، وخرائط حسين –مكماهون، وخريطة جمال باشا، وخرائط سايكس – بيكو، وسان بطرسبورغ 1916 وبلفور 1916، والموصل 1918، واتفاق فيصل – وايزمن 1919؛ وخرائط مؤتمر الصلح 1919، وسيفر 1920. وخرائط المؤتمر السوري الأول 1920، واتفاق فيصل – كليمنصو 1920؛ وخرائط الانتداب في المشرق، وترسيم الحدود بين دول المشرق العربي، وفلسطين و"اختلاق إسرائيل". وتخلص الدراسة إلى أن رسم الحدود لم يكن مفروضاً بالتمام، فقد كان ثمة عوامل داخلية نشطة، إلا أن العالم الخارجي كان مرجحاً في دينامياتها، وقد احتفظ بقوامته النسبية على كل ما يتصل بها لفترة تتجاوز حيز التركيز الزمني للدراسة وهو بدايات القرن العشرين. وعلى الرغم من الاعتراض على الحدود وتأثيمها وتجريم صانعيها في السرديات والايديولوجيات النشطة في المنطقة، إلا أن السياسات تلقفتها بحماسة كبيرة، وحافظت عليها، وخاضت حروباً ونزاعات ومنافسات عديدة من أجلها، ولو ان ديناميات من هذا النوع محكومة أيضاً بالهيمنة العالمية على المنطقة. ولم يحدث أن تم تعيين حدود، أو تغييرها، بمعزل عن إرادة القوى الكبرى.

Research paper thumbnail of عرض كتاب تركيا والأكراد كيف تتعامل تركيا مع المسألة الكردية - مجلة رؤية تركية

المؤلف: الدكتور عقيل محفوض - عرض: كريمان طه - مجلة "رؤية تركية"

يتلخص الموضوع الرئيسى للكتاب ” تركيا و الأكراد : كيف تتعامل تركيا مع المسألة الكردية ؟ ” -الصادر ... more يتلخص الموضوع الرئيسى للكتاب ” تركيا و الأكراد : كيف تتعامل تركيا مع المسألة الكردية ؟ ” -الصادر عن سلسلة دراسات ، ( الدوحة ، قطر : المركز العربى للأبحاث و دراسة السياسات ، مارس 2012م) لمؤلفه الدكتور عقيل محفوض الأستاذ و الأكاديمى و الباحث سورى المهتم بالقضايا الدولية و الإقليمية فى الوطن العربى -حول سياسة تركيا تجاه الأكراد لبيان أوجه القوة و الضعف فيها، و التحديات الحالية بين الحكومة و أكرادها، من خلال الإجابة على السؤال الرئيسى و هو كيف تتعامل تركيا مع المسألة الكردية فى المجال الأمنى و السياسى و الإقتصادى و الإجتماعى التى تبدو غير قابلة للحل إلا إذا كان الطرفين مستعدين للدخول فى تسوية تؤدى إلى دولة مختلفة كثيراً فى الطبيعة و التكوين والسياسة مما يتطلب وجود بيئة إقليمية و دولية مناسبة عن ما هي عليه في الوضع الراهن

Research paper thumbnail of عنف الثقافة المدينية في سورية - عقيل سعيد محفوض

تتحدث "الكتابة السياسية" عن ان أبناء الريف والمدن الريفية ركبوا موجة العسكرة في المنطقة وتوسدوا س... more تتحدث "الكتابة السياسية" عن ان أبناء الريف والمدن الريفية ركبوا موجة العسكرة في المنطقة وتوسدوا سدة الحكم في الفترة التي أعقبت التشكل الوطني-الدولتي في منطقة شرق المتوسط. وكان ذلك رد فعل تجاه السياسة الدولتية لنخبة الحكم المدينية "الفاسدة" التي ركزت الاهتمام على المدن الرئيسية ووزعت الموارد في ما بينها حبياً أو تنافسياً، وحرمت الريف من الإنفاق الحكومي وفرص التنمية. وإن رد الفعل هنا، هو اللجوء إلى الأحزاب الراديكالية (الشيوعي- البعث، القومي السوري ...) والجيش من أجل التغيير.
لقد أدى تحكم النخب المدينية "الفاسدة" لا إلى اختلال الانفاق وتوزيع الموارد والسلطات فحسب، وإنما أيضاً إلى النزاعات البينية والانقسامات الجهوية لأعضائها (النخبة)، وإلى إضعاف التكوين المؤسساتي، وإلى الفوضى وعدم القدرة على مواجهة التحديات المحلية والإقليمية. وهذا يفسر – مثلاً – عدم اهتمام السلطة المدينية بسلخ لواء اسكندرون لصالح تركيا! بل ان السلطة ضيقت على الأحزاب السياسية وعرقلت عملها ما أمكن، وأهملت الجيش ولم تهيئه لخوض الحرب العربية- الإسرائيلية الأولى/1948، وتجاهلت دوماً مطالب التحديث فضلاً عن تهيئتها البلاد للتداخل الخارجي، وقد عرفت تلك الفترة بـ"الصراع على سوريا" كتعبير عن الصراع الإقليمي في الشرق الأوسط والمنطقة العربية.
ويمكن افتراض أن النزوع الجهوي –المحلي للمدن عرقل إمكانية تكوين شعور جمعي وطني، فقد استمد الشعور بالانتماء إلى المحلة: الشام، حلب، بيروت، بغداد ... الخ أقوى من الشعور بالإنتماء إلى وطن هو: سوريا أو لبنان أو العراق ... أو حتى بالانتماء إلى الأمة العربية ... وقد درج – على سبيل المثال – كلام كثير عن ثنائية دمشق –حلب كحالة سياسية، ومزاج شعبي متمايز ومتفارق، بل متعاكس وعدائي أحياناً.

Research paper thumbnail of الشرق الأوسط بعد 100 عام على الحرب العالمية الأولى من سايكس بيكو إلى خورخي بورخيس - الدكتور عقيل سعيد محفوض

كتبت الروائي الارجنتيني خ. ل. بورخيس (1899-1986) ان حاكماً أمر برسم خريطة لامبراطوريته، أرادها دق... more كتبت الروائي الارجنتيني خ. ل. بورخيس (1899-1986) ان حاكماً أمر برسم خريطة لامبراطوريته، أرادها دقيقة وتفصيلية إلى أبعد حدّ، لدرجة يمكن معها مقارنة النقطة على الخريطة بمثيلتها على الأرض، خريطة مطابقة للأصل في الحجم والتفاصيل، حتى أمكن للناس ان يعيشوا في الخريطة وعليها، وينتقلوا من الواقع إلى الخريطة من دون حواجز!
بعد سنوات، مات الحاكم، وتآكلت سلطة الامبراطورية، فتآكل حجم الخريطة، وبانهيار الأولى، انهارت الثانية، وأصبحت الأخيرة مِزقاً، ولم يتمكن أي خلف للحاكم من إعادة الامبراطورية إلى سابق عهدها، كما لم يتمكن رسامو الخرائط وعلماء الجغرافيا من ترميم الخريطة. فقد كان انهيار "الامبراطورية" كفيلاً بانهيار "خريطتها/صورتها"، بعدما امّحت نهائياً الفوارق بينهما.
تبدو حكاية السيدين سايكس وبيكو شبيهة من بعض الجوانب، بحكاية بورخيس، كما تبدو خريطتهما شبيهة إلى حد ما بخريطته، الخريطتان أمر بهما حاكم رأى نفسه ومصالحه فوق كل شيء، واعتقد أن بيده الواقع، وما فوقه، وأن خرائطه/إرادته هي قضاء وقدر. الإرادتان فرضتا نفسيهما على الواقع، وشكَّلَتاهُ خرائطَ كما يحلو لهما، بشيء من الغرور والانتهازية والعبث.
وقد قيل عن سايكس وبيكو انهما خلال مداولاتهما حول تقسيم مناطق السيطرة والنفوذ في المشرق العربي، ... كانا يخلطان الجد بالهزل، فيقول سايكس: أريد هذه المنطقة، فيجيب بيكو: خذها، هي لك (!)

Research paper thumbnail of الأكراد اللغة السياسة دراسة في البنى اللغوية وسياسات الهوية الدكتور عقيل سعيد محفوض

المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات , 2013

صدر حديثاً عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب جديد بعنوان "الأكراد واللغة والسياسة: در... more صدر حديثاً عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب جديد بعنوان "الأكراد واللغة والسياسة: دراسة في البنى اللغوية وسياسات الهوية" (286 صفحة من القطع الكبير) للدكتور عقيل سعيد محفوض. ويضاف هذا الكتاب إلى كتابين آخرين أصدرهما المركز في المسألة الكردية هما "شمال العراق 1958-1975" للباحث عمار علي السمر، و"مسألة أكراد سورية: الواقع، التاريخ، الأسطورة" لفريق من الباحثين بحيث تشكل هذه الكتب الثلاثة مراجع مهمة لفهم المسألة الكردية في سورية والعراق.

ويعالج هذا الكتاب الجديد قضايا اللغة لدى الأكراد، ويتساءل: متى أصبحت اللغة هاجساً لدى الأكراد؟ وما هو التحدّي الذي أيقظ هذه المسألة؟ ومتى شعر الأكراد بالحاجة إلى لغة قومية؟ هذه الأسئلة وغيرها هي ما يحاول هذا الكتاب أن يجيب عنه من خلال دراسة العلاقة بين الأكراد واللغة والسياسة، والتركيز على سياسات الهوية كمدخل تفسيري لعلاقة الأكراد الملتبسة بالسياسة. ويتناول الكتاب، علاوة على ذلك، النظريات المتعددة في أصول اللغة والكردية، ثم يعرض بالتفصيل لمشكلة تعدد اللغات واللهجات، وللمشكلات التي يثيرها هذا التعدد من حيث إعاقة تكوين هوية موحدة، أو تطوير لغة وسيطة، أو من حيث مخاطر التهديد اللغوي الذي يتجلى بحلول اللغات المجاورة محل اللغات الكردية. وفي هذا السياق يعرض لتجارب توفيق وهبي وعرب شمو وجلادت بدرخان التي تطلّعت إلى صوغ ألفبائية كردية وإلى الربط بين الهوية القومية والهوية اللغوية.

يمكنك شراء نسخة مطبوعة من كتب المركز ومعرفة أقرب موزع بالضغط هنا.

Research paper thumbnail of تركيا والغرب: "المفاضلة" بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية الدكتور عقيل سعيد محفوض

مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية, 2013

مثَّل الغرب في مدارك تركيا وأولوياتها "الثابت" الوحيد تقريباً منذ تأسيس الجمهورية وحتى اليوم. ولع... more مثَّل الغرب في مدارك تركيا وأولوياتها "الثابت" الوحيد تقريباً منذ تأسيس الجمهورية وحتى اليوم. ولعل العقبات المتأتية عن تفاعلاتها مع الغرب، هي نفسها التي شكلت بواعث الاهتمام بالعمق الاستراتيجي (علاقاتها بمحيطيها القاري والإقليمي في شرق المتوسط والشرق الأوسط وآسيا الوسطى – جنوب القفقاس وحوض البحر الأسود وأوروبا الشرقية والبلقان)؛ ولكن ليس لمواجهة الغرب أو حتى لمجرد إشاحة النظر عنه، بعد أن توصلت أنقرة بعد عقد من سياسات "العمق الاستراتيجي" هذه إلى أن "تركيا أخذت مكانها في المعسكر الغربي". وهو ما يرى فيه مراقبون أنه نوع من البراجماتية السياسية التي تحاول الإمساك بمتغيرات اللحظة الإقليمية والدولية، والوقوف إلى "الجانب الصحيح" من المواجهة على الصعيد العالمي، بصرف النظر عن الاعتبارات الأيديولوجية. وتدرك تركيا أهمية إقامة الحسابات الدقيقة في المفاضلة أو الاختيار أو الجمع بين علاقاتها مع المجموعة الأوروبية من جانب، والولايات المتحدة الأمريكية من جانب آخر.

ثمة تجاذبات عديدة بين تركيا من جهة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، ولكن لا يمكن الجزم بأن أحد الطرفين الأخيرين سيشكل بديلاً تاماً بمفرده. والأرجح أنهما - على الرغم من المنافسات بينهما، وبرغم بروز تفضيلات متفاوتة ومتناقضة لدى الأتراك بشأنهما- سيواصلان كونهما خياراً تفاضلياً متلازماً بالنسبة إلى السياسة الخارجية التركية.

Research paper thumbnail of تركيا والربيع العربي: الإيدولوجيا الناعمة في خدمة البرغماتية النفعية - الدكتور عقيل سعيد محفوض

قنطرة, Jun 6, 2013

يقدم الباحث السوري والخبير المعروف في الشؤون التركية عقيل سعيد محفوض في الحوار التالي، الذي أجراه... more يقدم الباحث السوري والخبير المعروف في الشؤون التركية عقيل سعيد محفوض في الحوار التالي، الذي أجراه معه لؤي المدهون، رؤية تحليلية أكاديمية رصينة لخلفيات وأبعاد تحولات السياسة الخارجية التركية في ظل تنامي دور تركيا في محيطها الشرق الأوسطي.

Research paper thumbnail of سورية: في أن الحوار الوطني مسألة كلية - الدكتور عقيل محفوض

المركز السوري لبحوث الرأي العام - الرأي السوري, 2011

سورية - في أنَّ الحوار الوطني مسألة كلية الدكتور عقيل محفوض خاص بالمركز السوري لبحوث الرأي الع... more سورية - في أنَّ الحوار الوطني مسألة كلية
الدكتور عقيل محفوض
خاص بالمركز السوري لبحوث الرأي العام
قد لا يستقيم الحوار مع العنف والتخريب، ليس من حيث المبدأ، وإنما لأن أصوات السلاح وإشعال الحرائق ... تشوش عليه، وتدفعه لأن يصطدم بالجدار، هنا يكون العنف استمراراً للسياسية ولكن بوسائل أخرى؛ وحتى لا يصبح الحوار نفسه استمراراً للعنف، أيضاً بوسائل أخرى، يجب أن نتوسل طريقاً رئيساً في التعاطي مع الأمر، وهو طريق الحوار، ثم الحوار، ثم الحوار...
وإنك لا تستطيع أن تصطاد السمكة بتجفيف ماء البحر، ولكنك تستطيع ذلك وأكثر إذا سلكت الطريق الصحيح، وامتلكت الأدوات المناسبة،، ويجب أن تتولى ذلك بكيفيتين رئيستين، الأولى هي إطلاق حوار وطني شامل بلا حواف ولا حدود ولا سقوف، إلا بداهات الهوية والمصلحة الوطنية، وهذه محددات له وليست شروطاً عليه، والثانية هي "احتواء" مصادر العنف والتوتر الأمني، وهذا يتطلب سياسات كلية كما هو معروف، الثقافة والتنمية والتعليم والإصلاح، وأيضاً الحوار؛ و"تفكيك" بؤر الإرهاب والتخريب، وهذه تتطلب معالجات مختلفة، ثمة من هو أدرى بها. ويجب أن تتضافر هاتان الكيفيتان في عملهما، وأن يشعر المواطن أنه شريك جدي فيهما.
وفي محددات الحوار الوطني، أن يتأسس على المبادئ والقيم "المستقرة"، ومفاهيم الهوية الوطنية والبناء الثقافي والاجتماعي وفكرة الدولة، الخ، وليس الاتجاهات الطارئة والناشئة عن أوضاع الأزمة، أو النزعات والاتجاهات "الاختلالية"، و"الهويات القاتلة" على حد تعبير أمين معلوف.
الحوار ليس فقط مداولة من أجل "تسوية" نزاع أو الخروج من أزمة، وإنما هو أيضاً استجابة للمأمول السياسي والثقافي لدى شرائح تريد أن تنخرط في الشأن العام، وتشارك في تقرير أمور البلاد. وهو (الحوار) فعل يُفترض أن يصل في لحظة ما إلى نوع من "عقد اجتماعي" ينطوي على تجديد للسياسة والدولة والمواطنة والهوية، بمواجهة إرادة "تفتيتها" من قبل الاتجاهات الاختلالية والتقسيمية الناشطة اليوم.
ونحن على أية حال لا نملك أوهاماً بهذا الخصوص، بل لدينا قَدْرَاً - شبه يقيني - من المعرفة بأن ثمة "انبعاث" قائم، وأيضاً "اندراج" محتمل لأفكار وتأويلات واتجاهات سياسية قد لا تكون من طبيعة المجتمع ولا من طبيعة أو هوية الشعب.
ويمكن أن تتسع مفردات الحوار إلى حد يشمل كلية الظاهرة السورية الراهنة، وتندرج في قائمة طويلة نسبياً: الإصلاح، التربية والتعليم، البحث العلمي والتطوير التقاني، التحديث الاجتماعي والتنوير، حقوق الإنسان والحريات العامة، الهوية، الإعلام، الأحزاب السياسية، المشاركة السياسية، التكوين الاجتماعي والموارد البشرية، التنمية البشرية، الحقوق والحريات العامة، الهوية الوطنية والقومية، القيم الاجتماعية والثقافية، المرأة، حقوق الطفل، العمالة والبطالة، الاستثمار، التحديات الإقليمية والدولية، السياسة الخارجية والعلاقات الدولية، العلاقات العربية - العربية، الاحتلال والتغلغل الدولي في المنطقة (الخ).
نعم، يدرك الجميع أن النقاش العلني والمفتوح حول البرامج والسياسات قد لا يؤدي إلى استجابات جدية أو إلى اتفاق عام حولها، ذلك أن الاتفاق ليس من الأمور الرائجة هذه الأيام، حتى أنه ليس مطلوباً أن نتفق بالكلية، وربما ليس مسموحاً في الظروف الإقليمية والدولية الراهنة، أن نتفق، إلا على نكبات البلاد وأنقاضها. ولا بد أن نواجه ذلك بكل حزم وعزم، ولا بد أن "نغير" أو "نزحزح" المقولات السياسية والفكرية والعقدية التي لم تفض إلى نتائج أو وقائع مُرضية (بل مَرَضية)، وقد يكون "حق الاختلاف" هو المبدأ المفضي تطورياً (وليس بالضرورة قصدياً أو إيديولوجياً) إلى اتفاق.
إن الحوار الوطني يجعل العلاقة بين المجتمع والدولة، النظام السياسي والمعارضة، وحتى التكوينات السياسية والحزبية والثقافية، وكذلك التكوينات والهويات الفرعية المتعددة، أكثر دينامية في وجهين بارزين، الأول هو ما يخلقه الحوار من مدارك ومعارف ووشائج بين المتحاورين وبين المتلقين، على اختلاف صفاتهم وأولوياتهم، والثاني هو التجليات وربما التداعيات العملية المحتملة. وهذان الوجهان يعززان أملنا في إمكانية الانخراط في حراك اجتماعي وثقافي وسياسي يعمق العلاقة بين الدولة والمجتمع والأمة ويدفع الجميع إلى التكفير الجدي في المستقبل.

المركز السوري لبحوث الرأي العام – الرأي السوري 8/6/2011

Research paper thumbnail of خط الصدع في مدارك وسياسات الأزمة السورية مقاربة مفاهيميّة - عقيل محفوض - ملخص.docx

خط الصدع؟ في مدارك وسياسات الأزمة السورية/ مقاربة مفاهيميّة الدكتور عقيل سعيد محفوض ملخص ... more خط الصدع؟
في مدارك وسياسات الأزمة السورية/ مقاربة مفاهيميّة

الدكتور عقيل سعيد محفوض

ملخص
بدأت الأزمة السورية (آذار/مارس 2011) بوصفها حدثاً، صادماً، وغير مسبوق، وحدّاً فاصلاً، ولا متوقعاً، وخلافياً، وارتيابياً، وما بعد حداثيّ. وكانت السمة الأبرز لها، أنها حدثٌ عابرٌ ومؤقتٌ، ومحكومٌ بنهاية سريعة تتمثل بإسقاط "النظام" وانتصار المعارضة، أو العكس. وفي الوقت الذي كانت المعارضة وحلفاؤها يتحدثون فيه عن أيام معدودة للسيطرة على دمشق، كان الرئيس بشار الأسد يتحدث في مرحلة مبكرة عن أزمة مديدة و"معركة غير مسبوقة في تاريخ سورية الحديث".
وقد استخدم الرئيسُ بشار الأسد تعبير "خط الصدع"، لتوصيف الحدث السوري وموقعه في عالم اليوم، في بُعدٍ دلاليٍّ مركبٍ، مُستمد من الجيولوجيا وعلوم الزلازل وتاريخها في المنطقة نفسها. وقد يكونُ الرئيسُ الأسد أول من استخدمه في بعده الدلاليّ الرئيس (إشارة إلى الرهانات الإقليمية والدولية) حول الحدث السوري.
تتناول الورقة "الصدوعَ" في مدارك وسياسات الأزمة السورية، من خلال مقاربة مفاهيمية تفكيكية، تقوم على ديناميتين: الأولى، هي "تفكيك" الحدث، والثانية، هي "عمارة" أو "تركيب" مفهوم "الصدع" أو "خط الصدع". وتفترض الدارسة أن الحدث السوري كان-في جانب منه-نتيجة صدوع في المدارك النمطية حول سورية، كما كان سبباً في صدوع أخرى على صلة بها أيضاً.
تتألف الدراسة من مقدمة وثمانية محاور، أولاً: سلطة المفاهيم والرموز؛ وثانياً: بناء/عمارة المفاهيم، وحدود المفهوم ومخاطره؛ وثالثاً: ما هو خط الصدع؟ ورابعاً: مفهوم خط الصدع؟ وأي صدوع في مدارك وسياسات الأزمة السورية؟ وخامساً: الصدوع الدولية؛ وسادساً: الصدوع الإقليمية؛ وسابعاً: صدوع المعنى؛ وثامناً: الاستخلاصات أو الإشارات والتنبيهات. والخاتمة.
تخلص الدراسةُ إلى أن مفهومَ "خط الصدع" يحيل إلى "مبادرة لغوية" و"إدراكية"، وتعبر عن قراءة تفاعلية ودينامية نشطة للمجال السياسي، وهي ليست وليدة "مخيال لغوي" أو "مخيال سياسي" فحسب، وإنما هي تخليق لمعانٍ وتعابير جديدة، أيضاً. وأن تعبير "خط الصدع" يكشف عن طاقة تنبؤية أو استشرافية أو كشفية. وهذا لا ينفي أن يكون التعبيرُ صادراً عن مدارك عميقة تخص سياسات إدارة الأزمة السورية، على قاعدة "الإدارة بالأزمة" مثلاً.
وحدثت أنماطٌ من الصدوع، مثل: صدوع "تمركُز" السياسات العالمية حول واشنطن، وصدوع أنماط المدارك والتفاعلات بين مختلف القُوى والفواعل الإقليمية والدولية، ليس فقط فيما بين التحالفات، وإنما داخل كل منها، وبين مكوناتها، وحتى داخل بعض وحداتها وفواعلها بالذات. كما أنَّ الحدثَ صدعَ سياسات "الربيع العربي" و"الثورات الملونة"، وخططَ نقل الطاقة عبر سورية، والحدود والجغرافية السياسية والخرائط والهويات والانتماءات في المنطقة.
وقد أنتج الحدثُ السوري واقعاً سوريّاً وإقليمياً ودولياً مُختلفاً عمّا كان قبل (آذار/مارس 2011)، فقد كانت التقديرات العالمية تتحدث عن مسارات رئيسة لتطور السياسة في العالم، ومصادر التهديد المختلفة، ولم يكن بينها أي تقديرات يُعتدُّ بها حول تطورات الأمور في الشرق الأوسط، ذلك أن المنطقة كانت واقعة تحت تأثير صدوع من نوع مختلف، أو لنقل انقسامات وتحالفات متباينة بشكل متزايد، لكن لم يدر في خلد أحد أن الأمور ستتجه إلى انفجار الأوضاع على النحو الذي حدثت فيه.
كلمات مفتاحية
خط الصدع، الأزمة السورية، الشرق الأوسط، إدارة الازمات، العلاقات الدولية، العلوم السياسية، أبستمولوجيا السياسة، النظام الدولي، النظام الإقليمي.

Research paper thumbnail of 500 عام على معركة مرج دابق - الدكتور عقيل سعيد محفوض

عام على "مرج دابق": الماضي العثماني حمل على تركيا الميادين نت، 17 آب/أغسطس 2016 في آب/ أغسطس من... more عام على "مرج دابق": الماضي العثماني حمل على تركيا
الميادين نت، 17 آب/أغسطس 2016

في آب/ أغسطس من عام 2016 يكون قد مرّ 500 عام على معركة مرج دابق (1516) التي انتصر فيها الجيشُ العثماني بقيادة السلطان سليم شاه على الجيش المملوكي بقيادة السلطان قانصوه الغوري، في معركة فاصلة في تاريخ المنطقة. لم يجلُ مضي خمسة قرون العديد من الإلتباسات المحيطة بتلك المعركة وتداعياتها، بل ان اندلاع الأزمة السورية (آذار/ مارس 2011) زاد في الأمر وجعل من "مرج دابق" تعبيراً رمزياً، ليس عن صراعات الماضي في المنطقة فحسب، وإنما الصراعات الراهنة أيضاً، كما جعل منها، ومن موقعها، ومن الجغرافيا المحيطة به، تعبيراً عن المعركة الأخيرة في التاريخ أو "حرب آخر الزمان".

لكن كيف حدث أن تغيرت اندفاعة العثمانيين من أوربا باتجاه المشرق، ولماذا تحولوا من أولوية الحشد ضد الدولة الصفوية إلى الحشد ضد الدولة المملوكية في الشام ومصر، وما كانت تداعيات المعركة على المنطقة، وأي مقارنة ممكنة اليوم، بعد مضي 500 عام على المعركة/الحدث؟

كانت السلطنة المملوكية في الشام ومصر تتحكم بطرق التجارة بين أوربا وآسيا، ولكن تلك الطرق تعطلت بسبب الضغوط العثمانية، التي دفعت الغرب للبحث عن طرق بديلة، فكان اكتشاف رأس الرجاء الصالح (1497) والعبور منه إلى الهند وجنوب شرق آسيا، كما أدت السيطرة البرتغالية على سواحل شبه الجزيرة العربية والخليج إلى قطع طرق التجارة بين الدولة المملوكية والهند، الأمر الذي مثّل حصاراً مطبقاً على السلطنة المملوكية، وأدى – مع عوامل أخرى - إلى إجهاد وضعف كبيرين، وإخفاق في الاستجابة للتحديات المتزايدة.

يمكن أن نورد مثالاً عن أوضاع السلطنة المملوكية قبيل المعركة المذكورة، إذ يذكر ابن إياس الدينوري في كتابه "بدائع الزهور في وقائع الدهور"، وكان مؤرخ الفترة المملوكية المتأخرة، ومستشاراً للسلطان قانصوه الغوري، أن العثمانيين هم قبيلة عربية تعود أصولها إلى عثمان بن عفان!

كان ذلك أحد المؤشرات على معرفة السلطنة بأحد أكبر مصادر التهديد لها، والعدو الذي قضى عليها خلال فترة وجيزة. ويبدو أن المماليك لم يحسنوا تدبر سياساتهم وتحالفاتهم، ولم يسعفهم تقاربهم المتآخر نسبياً مع الصفويين في كسر الطوق العثماني (من الشمال) والبرتغالي (من الجنوب).

في ذلك الوقت، كانت اتجاهات القوة تشهد تغيرات ثورية في أوربا، على ما يقول المؤرخ إريك هوبزباوم، إذ حدث "زحفٌ رأسمالي عاصف"، لم تستطع السلطنة مواجهته، فاتجهت شرقاً، وخاضت معارك عديدة مع الصفويين والمماليك، بقصد توسيع السيطرة الجغرافية والتحكم بطرق التجارة والمواصلات والأسواق، وتغيير التوازنات والتحالفات الإقليمية.

وهكذا فقد مثلت معركة "مرج دابق" نقطة تحول تاريخية في طبيعة العلاقات الإقليمية، إذ أدت إلى القضاء على السلطنة المملوكية في الشام ومصر، وأصبح أكثر المجال المشرقي تحت السيطرة العثمانية، وانتقلت حدود وخطوط الصراع بين الفرس والترك إلى كردستان والعراق.

كان لدى السلطان العثماني سليم خان أسباب عديدة لتركيز حروبه ضد خصمين رئيسين في الشرق، حدث أن كان أحدهما مختلفاً عنه مذهبياً، وهو الدولة الصفوية (شيعية)، والآخر مشابه له مذهبياَ وهو الدولة المملكوية في الشام ومصر (سنية). وقد عمل على مذهبة الصراع، وتوظيف رمزية وسلطة الإفتاء في خدمة سياساته الغزوية. وهكذا بدت المواجهة في مرج دابق بوصفها معركة كبرى يخوضها ليس ضد "الروافض" هذه المرة، وإنما ضد "المتحالفين معهم"، أي المماليك، ولو أن الاعتبارات الحقيقة كانت في مكان آخر.

يتحدث فرنان بروديل عن أن اتجاه العثمانيين نحو الشرق كان تعبيراً عن تحول كبير في أنماط المنافسات والحروب في النظام العالمي آنذاك، إذ توقفت المواجهات الكبرى بين العالم الإسلامي والغرب، واتجه الطرفان إلى الحروب الصغيرة، فيما انتقلت الحروب الكبيرة إلى داخل المنطقة، مثل المواجهات الكثيرة بين الصفويين والعثمانيين، والنزاعات والثورات والإبادات داخل المجال العثماني والمشرقي نفسه.

يبدو أن المنطق الحاكم للأزمة السورية، وخاصة المعارك في الشمال السوري، وبالأخص حلب، هو استمرار لمنطق معركة "مرج دابق"، مثل الرهانات الجيوستراتيجية والاقتصادية، والتحالفات والتحالفات المضادة، والمذهبة والتطييف الفائق للسياسات. وهكذا تجد أن التحالف الداعم للجماعات المسلحة، الذي تقوده تركيا والسعودية وأطراف أخرى، يعدّ التحالف بين سورية وإيران والعراق وحزب الله، بمثابة معادل تاريخي وموضوعي للتحالف بين الدولتين المملوكية والصفوية في بدايات القرن السادس عشر. ولذا تجده يكثر من الحديث عن "الهلال السني" في مواجهة "الهلال الشيعي"، و"الأطماع الإيرانية"، وغير ذلك من المقولات الإيديولوجية التي يراد منها "التعمية" على العوامل والفواعل الحقيقية للصراع.

بعد 500 عام على معركة مرج دابق، لا يبدو أن المنطق العميق للأمور قد تغير كثيراً، بل ثمة استعادة نشطة لرمزية المعركة المذكورة في تحفيز مدارك مخيالية جهادية حول "معركة الخلافة" كما يقول تنظيم "داعش"، الذي أصدر مجلة تحمل الإسم نفسه (دابق) لتكون ناطقه باسمه (باللغة الإنكليزية)، وكذلك رمزية المعركة الكبرى أو معارك آخر الزمان! وهكذا يمكن القول -مع نيتشه- ان "المستقبل ينير الماضي"، والعكس صحيح أيضاً، أي أن "الماضي ينير المستقبل".

المصدر: الميادين نت
https://www.almayadeen.net/articles/opinion/40177/500-%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D8%B9%D9%84%D9%89--%D9%85%D8%B1%D8%AC-%D8%AF%D8%A7%D8%A8%D9%82---%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AD%D9%85%D9%84-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7

Research paper thumbnail of اتفاقات التهدئة واستراتيجية الإخفاق المتوقع - الدكتور عقيل محفوض

اتفاقات التهدئة واستراتيجية "الإخفاق المتوقع" الميادين نت، 23 أيلول/ سبتمبر 2016, الدكتور عقيل س... more اتفاقات التهدئة واستراتيجية "الإخفاق المتوقع"
الميادين نت، 23 أيلول/ سبتمبر 2016,
الدكتور عقيل سعيد محفوض

نتحدث هنا عن استراتيجية "الإخفاق المتوقع" في اتفاقات التهدئة التي تتولاها روسيا والولايات المتحدة في الأزمة السورية، وخاصة الاتفاق الأخير الذي أعلنت عنه موسكو وواشنطن، ودخل حيز التنفيذ في 12 أيلول/سبتمبر الجاري؛ ووافقت دمشق عليه، ثم أعلنت انتهاء العمل به في 19 أيلول/سبتمبر الجاري، بعد يوم واحد من الاعتداءات الأميركية على مواقع للجيش السوري في جبل الثردة في محيط مطار دير الزور.

سأذكر باختصار قصة هذا التعبير (الإخفاق المتوقع) الذي أرى أنه يساعد في تفسير تكرار اتفاقات الطرفين على التهدئة بالرغم من فشلها أو إخفاقها المتكرر أيضاً، كيف؟

كنت أتابع برنامجاً عن بناء الجسور على قناة "ناشيونال جيوغرافيك"، تحدث عن "الفواصم" التي تُصمّم بحيث تنكسر أو تنقطع عندما تتعرض لمؤثر يتجاوز قدراً أو حداً معيناً، مثال ذلك أغطية علب المشروبات الغازية والفواصم أو الفواصل الكهربائية ودعائم أو حوامل الجسور الخ وهكذا فإن "الإخفاق المتوقع" يعني "هندسة" الأمور على أن "تفشل" أو" تٌخفق" عندما تتعرض لمؤثر يفوق ما هو محدد. وهذا ينسحب على اتفاقات التهدئة المذكورة.

توصل الوزيران سيرغي لافروف وجون كيري لاتفاق التهدئة في سوريا بعد مفاوضات طويلة وشاقة، وقد احتفلا به مع الإعلاميين الذين انتظروا ساعات طويلة خروج "الدخان الأبيض" من قاعة المفاوضات، على أمل أن يكون الاتفاق المحتفى به ناتجاً عن تفاهمات صلبة وقابلاً للصمود في وجه تحديات كثيرة وواقع معقد، ولكن سرعان ما تبين أنه مُفخّخ في بنوده الرئيسة، من ذلك مثلاً الخلاف حول:

تحديد قائمة الجماعات الإرهابية، وخريطة توزع الجماعات المسلحة، والفصل بين الجماعات الإرهابية وتلك الموصوفة بـ "المعتدلة"، و"تأمين" طريق الكاستيلو في حلب بسحب المعدات العسكرية إلى مسافات متفق عليها بغرض إنشاء "منطقة منزوعة السلاح"، وتحديد آلية الإشراف على الطريق، والمساعدات الإنسانية والإغاثة، وتشكيل مركز مشترك لتنسيق العمليات العسكرية ضد الإرهاب.

بعد يومين من الاتفاق قالت موسكو ان واشنطن زودتها ببيانات "غير دقيقة" للتنظيمات الإرهابية، وأن "التحليل الأوّلي للبيانات لم يسمح بفصل المعارضة المعتدلة عن جبهة النصرة"، على حد تعبير المسؤول في وزارة الدفاع الروسية ألكسندر زورين؛ وأن واشنطن غير جادة في دفع حلفائها من الجماعات المسلحة للتمايز جغرافياً عن التنظيمات الإرهابية، أو في ضبط سلوك الجماعات الموالية لها.

ورفضت واشنطن من جهتها الاعتراف بأن دمشق التزمت بإبعاد الجيش عن طريق الكاستيلو، وأصرت على وصول المساعدات (من دون تفتيش) إلى أحياء تحت سيطرة الجماعات المسلحة، وأنها لن تنشأ مركزاً لتنسيق الضربات مع موسكو ما لم تصل المساعدات الإنسانية إلى مناطق معينة في حلب. (الميادين، 16 أيلول/سبتمبر 2016)، وزاد جون كيري على ذلك بقوله ان التعاون مع موسكو لن يتم قبل وقف كامل لإطلاق النار من قبل الجيش السوري (تصريحات 19 سبتمبر/أيلول الجاري). وهكذا بدت التجاذبات وردود الفعل، كما لو أن الموقف انقلب بين موسكو وواشنطن من اتفاق إلى خلاف على كل ما اتفقا عليه!

وقد وضعت الاعتداءات الأميركية على مواقع للجيش السوري في جبال الثردة قرب مطار دير الزور (بالتزامن مع هجمات لتنظيم "داعش" على المواقع نفسها) الاتفاق المذكور على المحك. ويبدو أن واشنطن أرادت تقويض الاتفاق، ولكن من خارجه، ولم يغير من الأمر شيئاً إعلانُها أن الاعتداءات المذكورة تمت عن طريق الخطأ، بل عزز من قناعة دمشق وموسكو وطهران من واشنطن أرادت تقويض الاتفاق من دون أن تتحمل مسؤولية مباشرة عن ذلك. بل ان وزير الخارجية الأميركي جون كيري حمَّلَ الجيش السوري مسؤولية ما حدث في دير الزور! (تصريحات 19 أيلول/سبتمبر الجاري).

مهندسا اتفاق التهدئة (موسكو وواشنطن) عدّا الاتفاق أمراً ضرورياً، ولكن لا يمكن التعويل عليه بالتمام، إذ ان المعول عليه جدياً هو الميدان. وتقول دمشق أن واشنطن تضغط من أجل التهدئة عندما تجد أن الجيش السوري قريب من تحقيق تقدم كبير في الميدان، لتكون التهدئة خديعة لدمشق وحلفائها، وفرصة أمام واشنطن وحلفائها لإعادة تسليح وتنظيم الجماعات المسلحة.

وهكذا فقد كان اتفاق التهدئة نتيجة لـ "ميزان المخاوف" أكثر منه "ميزان الثقة" بين الطرفين، و"احتواء" للتهديد أكثر منه "انتهاز" للفرصة؛ وحاول كلاهما ألا يكون مسؤولاً عن الفشل أو الإخفاق، ولسان الحال يقول: ليكن الطرف الآخر هو المسؤول عن الفشل أو الإخفاق. وعليه، فمن المتوقع أن تستمر التجاذبات طالما استمر الطرفان في توافقهما على ضبط تطورات الأمور بينهما في سوريا (وغيرها)، ومن ثم لا تراجع نهائي عن المفاوضات أو الاتفاقات، ولا انخراط جدي فيها أو بمقتضياتها.

هذا يعني أن الطرفين يقومان بالاتفاق، و"يهندساه" بكيفية تشبه "الفواصم" المشار إليها أعلاه، بحيث ان أي ضغوط أو تفسيرات لبنوده من قبل أحد الأطراف خلافاً لإرادة الطرف الآخر، يمكن أن تقوضه، ولكن من دون قطع الطريق أمام التفاوض مجدداً حول اتفاق جديد.

المصدر: الميادين نت
https://www.almayadeen.net/articles/opinion/42469/%d8%a7%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%82%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%87%d8%af%d8%a6%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%ac%d9%8a%d8%a9--%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%ae%d9%81%d8%a7%d9%82-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%aa%d9%88%d9%82%d8%b9-